ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ *

تدور بين المعلّمات في مناوبة آخر النهار الدراسيّ أحاديث شتّى، بعضها يستقرّ في الذاكرة والبعض يتلاشى في لحظته. إنّه آخر الشهر، اليوم الموعود الذي نستلم فيه مكافآتنا الشهريّة ليبدأ معه مباشرةً سداد الديون، كانت ريم تُقرض الجميع ولا تقترض منهن، منظّمةٌ مميّزة إذا تحدّثت استمعت لحكمتها المعلّمات وأنصتت باستمتاعٍ الطالبات. تتجه نحوها على استحياءٍ ريف، […]

ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ * قراءة المزيد »

سؤال

«إنتِ وين كنتِ عن حياتي؟» هكذا عبّرت طفلة الخمسة أعوام لأختها ذات الشهر الواحد. إنتِ وين كنتِ عن حياتي؟ تسألها وهي نائمة، تسأل من لم تتعلم النطق بعد وحين تتعلّم لن تعرف بِمَ تُجيب، فقد كانت هديةً موقوتةً في علم الغيب كسائر أقدارنا المخبوءة عنّا خيرةً لنا حتّى حين. أين كنتِ؟ بلاغةٌ موفّقةٌ بامتياز، تعبيرٌ

سؤال قراءة المزيد »

رسائل

يملكُ قدرةً عجيبةً بألّا ينصت إلى ما تطلبه منه مهما ارتجته، تنهمرُ أسئلته تباعًا إذا سمع ابتداء حفلة نقر الأصابع على لوحة المفاتيح تلك. سقف الغرفة ممتلئٌ بأسئلةٍ بلا أجوبة، تومضُ كيفما اتفق كلّما أُطفِئتِ الأنوار لا يلحظها أحدٌ في تلك العتمة سواها. هل يُعقل أنّ رسائلنا لا ترغب الوصول إلى أصحابها؟ أم أنها تضلّ

رسائل قراءة المزيد »

ضيوف

أدركتُ مُذ أنجبتُكما سنّةَ الكون ومقادير الحياة وأنّكما يومًا ما ستُغادراني إلى مستقبليكما دونما رجعة، لَكَم حاولتُ أن أرضى، وَكم كنت أخاف، كانت الأيّامُ تُرسل لي رسائلها المُربكة كلّ يوم، تُخبرني أنّ العمر كلّه إلى غروب، وأنّنا جميعًا عنها سننصرف، نحنُ يا ولدي ضيوفٌ في هذه الدنيا.. وليس في بيوت أمهاتنا فحسب.

ضيوف قراءة المزيد »

ماء الزهر

كنت في الصف الثالث الابتدائي حين بُلّغت أنّ والدتي سافرت على عَجَلٍ إلى المدينة المنوّرة، كنت أسمع من تمتمة الكبار في الآونة الأخيرة أنّ الجدّ مريض، لا أذكر معنىً لرهبة الموت يومًا قبل أن أرى الدمع منسكبًا على خدّي العزيزة اللّذين لطالما خلت أنّهما خُلقا للتبسّم لدعواتنا فحسب. ستمرّ في حياتك آلامٌ ثقالٌ وأوجاعٌ كُثُر،

ماء الزهر قراءة المزيد »

دهشة

الدهشةُ الذي تنتظرها متواكلًا منذ أيامٍ وليالٍ ولم تأتك بعدُ لن تأتي، اخلع عنك أوهام الانتظار وامضِ شطرها واحتسب. على درب التوكّل دهشاتٌ تنتظر قدومك إليها بفارغ الصبر منذ شهورٍ ودهورٍ ولكنّك حتى اللحظة حالمٌ ما زال لأضغاث أحلام اليقظة ينتظر عبثًا ويظنّ ظنّ السوء وهمًا أنه يصطبر.

دهشة قراءة المزيد »

حصرم

وإيّام هالعمر عم يشبه شي ما عدت أتذكر منه إلا خيالات مو أكتر، عم يشبه إيام عصر الحصرم لتموينه ببلادنا. الحصرم إله حكاية بتوجع قلبي، كنا لما ننزل عالبلد بموسم المونة نشوف العيلة الكبيرة كيف يمونوه ويعصروه بالساعات ونتحمس معن ونحن عم نساعد، يضحكوا علينا القرايبين إنه كيف طاير عقلنا بالتعب وإنه كيف اللي بيتعبن

حصرم قراءة المزيد »

المهم

ما بعرف كيف مر هالعمر هيك متل شربة المي وطلع عن جد: “عضّة كوساية”. لهلأ بتذكّر أوّل مرة سمعت هالوصف: “عضّة كوساية” وكيف ما قدرت أستوعبه لبعدما شرحولي اللي بيشرحوا. أديش بنبهر وبتسائل: إنه شعبنا من وين بيجيب هالأوصاف الخُلّبية وكيف بيخلّد الأمثال؟ ما بعرف لهلأ ولا شكلي حعرف شو يعني “خُلّبي” بس أكيد شي

المهم قراءة المزيد »