رمان

كعادتها، اندلعت النيران كلمح بالبصر، وهرع المهجَّرون والمهاجرون معًا إلى شرفة البيت الذي لم يكن منزلًا قط لطبيعة الحال اللّاطبيعيّة المتشبثة بمعظم الأناسيّ آنذلك، وراح الجميع ينادي بهلع: “نار.. نار”.. إلا أنّ أحدًا من المشاة لم يكترث، لم يعر اهتمامًا ولم تأخذه الحميّة، ولم تسترع انتباهه نداءات النجدة واستجداءات المساعدة. ليس نشوب حريق أمرًا عاديًّا، […]

رمان قراءة المزيد »

كوثر

في ذلك الفجر السليم، انفلق الأَحَدُ على ثغور المرابطين بالفتح والنصر المبين، واستيقظ أولئك الذين لم يعرفوا طعم النوم منذ أمدٍ بعيدٍ على هديّة تمام النِّعَم وهداية استقامة الطريق، وقامت قيامة الصوت في تلكم البلاد التي حُبِس صوتها في غياهب العبرات عقودًا ثقيلة. بحثت بين العيون والضحكات والعناقات، وما بين أهازيج الفرح وتفانين الرقصات علّي

كوثر قراءة المزيد »

نور

يختار المرء فصامه الذي به يرتاح وإليه يسكن، لكلّ فصامٍ فطام وليس الجميع على ختم المعاناة يقدر. للمعاناة معانٍ جمّة لمن كانت نفسه لما بين سطور رحلة الاستشفاء تبصر. كثيرًا مّا تُنهك النفس صاحبها ومن منّا ليس منهَك، تُنهكه كيما عن الأهواء تُفطم، وذاك فطام في حقيقة الجَهد عتيد لا يشبه فصال الطفل وفطمه عن

نور قراءة المزيد »

جهاد

ستظن أنّك ساذجٌ عديمُ فائدةٍ لا يستطيع، مغفّلٌ اعتادت العثرات أن يتعثّر بها عثرةً من بعد عثرةٍ موقنةً أنه يعلن هزيمته تحسب أنه كما ضاع السابقون يَضيع. تائهٌ في غفلة الزحام مغرورقٌ بسحر أنغام الياسمين، بطيءٌ ضعيفٌ لا يحقّق ما يُريد. ستعي أنّك في وجهتك التي بمطلق الإرادة لها اخترت وأنّ سرعتك منوطةٌ بك وحالك

جهاد قراءة المزيد »

فراشة

البتر علاج ما استعصى شفاؤه، حلٌّ جذريٌّ لمن أعجز الحلول ولم تفلح في طبابته العقاقير. – البتر حب، قالت الفراشة وهي تشقّ شرنقةً احتضنت تكوّنها رغبةً بالبحث عن سرب الفراشات خاصتها واستعدادًا للرحيل إلى الأبد. = الجبر حب، قال الغصن الذي حمل رقتها وورقتها ويرقتها متحمّلًا بطء التشكّل متشوّقًا للتأمّل من بعد نضجٍ متناسيًا أنّ

فراشة قراءة المزيد »

فجر

: “صوّرني وأنا مو منتبه”… لعلّ أعجب ما بين جعبة كُليمات الطلب حرص الطالب ما استطاع على رسم بسمة أو بُسيمة أو أيّ تعبيرٍ يوحي لمتأمّل تفاصيل الصورة أنّ سرورًا ما قد كان وأنّ طمأنينةً ما ربّما ستكون لاحقًا. أيًّا يكن، منتبهين أو كيفما اتفق، اتفق أولئك الذين لم يتفقوا عقودًا ثقيلةً على أنّ البسمة

فجر قراءة المزيد »

قصر سلام

كالشمس والقمر كانا حقيقة لا تخفى على مخلوق في الكون أجمع، لم يكونا سرابًا أو وهمًا كما كانت الذكريات الخميلة تخال، كانا وما زالا مجموعة تجارب على مرّ الزمان شكّلت شخص الانسان الأخير الذي يعيش الآن. ويكأنهما شجرتان عملاقتان على حافتي جادة تؤدّي إلى مجموعة طرق، شجرتان جميلتان لا تدري أجمعهما المكان صدفة أم أنّ

قصر سلام قراءة المزيد »

أم

بتعرفي شو؟ أنا بحب صبحي لمّا يركض لعند صبحك ويحكيلك: صباح الخير. أنا لسا ما بعرف إنت وردة مين من بين كلّ البذور يلي إلن زرعت، بس بدّي أقلّك إنك بنت قلبي، إنّك سلامي، وإنّي متلك، مخبية البراعم تخباية بين العينين وتحت الإيدين وعم أدعي صبح وعشية: وتولنا فيمن تولّيت. بتعرفي شو؟ أنا متلك بخاف،

أم قراءة المزيد »

رسائل إلى البرزخ

يعزّ عليّ أن تكون أولى رسائلي لك وقد صرت إلى هناك وسبقتنا إلى حيث تستقرُّ آلافٌ مؤلّفةٌ من بني تلك البلاد التي أضناها التعب. أردت أن أسألك بعض الأسئلة لكنّي لم أستطع. ممتنّةٌ على المعروف النبيل، على الكلمات لا أظنّني أنسى وقعها على روحي ما حييت، على البسمات كانت باللطف على المحيّا ترتسم. في ربيعك

رسائل إلى البرزخ قراءة المزيد »

لغات

ثمّة لطفٌ يحتوينا، طمأنينةٌ تلمس ثقب الأوزون في العقل ومثلث برمودا في القلب آناء الصبر وأطراف الاصطبار لعلنا قبيل الرجوع إلى ربّ الأرباب ومسبّب الأسباب نحمده على ما قضى وقدّر ونرضى به ونسترجع. لسببٍ قد لا نعرفه هناك من هم في حكم الأطفال حولنا دومًا، يسترون طفولةً متعلّقةً بقبّعة إخفاء بين حينٍ وآخر، ولأسبابٍ نعرفها

لغات قراءة المزيد »

موت

في تلك الليلة التي لم تكن طويلة، سأل أحدهم إحداهن في العتمة جوابًا: ماما، نموت وأعيننا مغلقة أم أنها تكون عند الموت مفتوحة؟ الإجابة بشفافية عن الأسئلة المباغتة فرض كفاية ومسؤولية محضة. أجابت الإحدى الأحد: مفتوحة لآخر لحظة، قد يغمضها لنا الإغماضة الأخيرة أكثر شخص يحبنا ونحبه في الحياة. ثمّ نلتقي بُعيْدها في تلك التي

موت قراءة المزيد »