لغات

ثمّة لطفٌ يحتوينا، طمأنينةٌ تلمس ثقب الأوزون في العقل ومثلث برمودا في القلب آناء الصبر وأطراف الاصطبار لعلنا قبيل الرجوع إلى ربّ الأرباب ومسبّب الأسباب نحمده على ما قضى وقدّر ونرضى به ونسترجع.
لسببٍ قد لا نعرفه هناك من هم في حكم الأطفال حولنا دومًا، يسترون طفولةً متعلّقةً بقبّعة إخفاء بين حينٍ وآخر، ولأسبابٍ نعرفها تعني القبعات حاجات تتفاوت أهميتها. حاجاتٌ تتعافى ببعضها بعضًا، وحاجاتٌ بعضها للنضج ندّ.
حاجة التواصل لا تقل أهمية عن حاجة الاصغاء. التواصل اهتمام، والاهتمام حب. الحب القويم مشكاة الحياة المستقيمة.
للاهتمام لغاتٌ كثيرة ونتائج، بذل الجهد واحتساب الأجر غالبًا ما يصل بالمتحدث والمستمع إلى برّ الأمان، ومن منّا ليس صلاح البال وجهته.
الفاعلية والإيجابية رزقٌ وليست أرزاقنا في الحياة متشابهة ولكنها بلا شك بالعدل متساوية.
لنبحر معًا في معاني البسمات: بسمة محبة، بسمة لطيفة، بسمة مرسومة بلطف على الشفاه.
هل تدرك معنى أن تُوفّق لإنفاق الثلاثة من سعتك في آنٍ واحد سويّة؟
نتبسّم في الحياة بسمات “لا محبّة” رغمًا عنّا لنستمر وتستمر ويمضي الجميع بسلام إلى حيث السلام، نفعل ذلك لأن تريّض الشفتين بالتبسّم بالمصلحين مقترن، ندرك اليوم أنّنا رأينا في أعمارنا ابتسامات غير لطيفة بما فيه الكفاية، ستستمر الرؤية حتى النهاية، يُحارب اللطف الكذوب باللطف الصدوق حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، يفوز الثاني فوزه المبين ولو بعد حين.
البسمة فنٌّ من فنون الحياة، والفنّ حيثما حلّقت به بلاغته علا مهره بين الخُطاب وارتفع. نلتمس في هذه الرحلة الخاطفة الممتعة كلّ ما يجرّنا إلى الجنة ويجري بنا إليها جريًا متسارعًا يدعو ألا يحيد ويرجو ألا يتعثّر ويتمنّى ألا يلتفت. ننتظر فتح الباب، وقوفنا معًا وقد اطمئنّ الجميعُ أنّ الجميعَ قد صار إلى ما تصبّر توقًا إليه وتبسّم آلاف الأنفاس سعيًا في سبيله.
هناك سنتنعم ببسمات لم نر ببهائها في العمر قط، وسنرى بسمة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بشرنا أنّ لنا بالتبسّم صدقة.
وهنا تحار الأسئلة وتحتار الأجوبة من جديد: أيهما مبهجٌ أكثر، أهو التبسّم أم أنها رؤيته؟
تلمع عينا صاحب البسمة الحقيقية لمعة ساحرة تغار من سحرها اللمعات، ترتبط السعادة وراحة البال بالصدق والشفافية ارتباطًا أبديًا جميعنا نعرفه، لكنّنا أحيانا نغمض العينين ونقطّب الشفتين لندّعي ذات تمحيصٍ بأنّا لم نعش بعد كل ما وهبنا إياه الوهّاب سعداء.

_____________________________
لم يَكُ ترتيبي عاديًا
أنا اسمي: “أخٌ أكبر”
_____________________________

صباح الثلاثاء 7 شباط 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *