رسائل إلى البرزخ

يعزّ عليّ أن تكون أولى رسائلي لك وقد صرت إلى هناك وسبقتنا إلى حيث تستقرُّ آلافٌ مؤلّفةٌ من بني تلك البلاد التي أضناها التعب.
أردت أن أسألك بعض الأسئلة لكنّي لم أستطع. ممتنّةٌ على المعروف النبيل، على الكلمات لا أظنّني أنسى وقعها على روحي ما حييت، على البسمات كانت باللطف على المحيّا ترتسم.
في ربيعك الأخير هممت بالبحث عن عنوانكم في هذه المدينة التي أحبّ، أتراها تبادلنا ما نحسّه المدن؟ لماذا يبدو فصل الربيع أولًا دومًا ولا ينبّهنا أنّه لمرّةٍ واحدةٍ في العمر يباغتنا ليكون الأخير؟
تمنّيت مشاهدة الحديقة التي لنا منها كنت تكتب، تجربة الشاي برفقة المعلّم، سماع ضحكة من أضناه الحنين إلى الوطن كيف تبدو، هذه ضحكة تشبه ضحكة والدي وأنا لضحكاته اشتقت. الحنين مضنٍ جدًا يا عمّ، أليس ذلك؟
في الجنة سنبحث عمّن أحببناهم ولم يتسنّ لنا لقاهم، سنقول: شكرًا عدد الامتنان، سنكمل قراءة ما بدأنا كتابته، سنقصّ الحكايات الماتعة، سنتأمّل زهر اللّوز ورقّته، وسنحمد الله مداد نعمائه على كلّ ألمٍ كان يعرج بالروح شوقًا بعد شوقٍ إلى الجنة.
جعل الله لك نورًا.
💔
1948-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *