المهم

ما بعرف كيف مر هالعمر هيك متل شربة المي وطلع عن جد: “عضّة كوساية”.

لهلأ بتذكّر أوّل مرة سمعت هالوصف: “عضّة كوساية” وكيف ما قدرت أستوعبه لبعدما شرحولي اللي بيشرحوا.

أديش بنبهر وبتسائل: إنه شعبنا من وين بيجيب هالأوصاف الخُلّبية وكيف بيخلّد الأمثال؟
ما بعرف لهلأ ولا شكلي حعرف شو يعني “خُلّبي” بس أكيد شي فخم لأنه بلا النقطة بتصير كلمة بيرفرفلا القلب رفرفة أبوس روحا.

عموماً.. عالأكيد ما متلنا حدا بكولكة المعاني، نحن غير، نحن اللي متلنا ما جابوا لو شابوا ما هيك، الله وكيلكن هيك وستميت ألف هيك، موسوعة الصلاة عالنبي.
وبالنسبة لشرح معنى مفردة: “كولكة” لمن يهمّه الأمر راجع مجلّد معاني المفردات السورية أسرع إلي وإلكن.

نرجع لموضوعنا: اليوم بنص النهار تذكرت موقف بالحياة ما عمري نسيته، متل ما كلنا منتذكّر المواقف اللي لازم ننساها ومننسى اللي لازم نتذكّرها، مدري ليش بس هيك ضبط مصنع الدفعة اللي بجيلي، يمكن أريح.
بالمناسبة عندي سؤال: شو يعني عمري؟ ليش لمّا منحب حدا من صمصومة قلبنا بنحب نقلّه: عمري؟ وكمان سؤال: ليش معلمة العلوم ما ورجتنا مكان صمصومة القلب لما ورجتنا البُطين الأيمن والبُطين الأيسر والأُذين الأيمن والأُذين الأيسر؟ وطبعاً مو آخر سؤال: كنتوا تحبوا معلمات العلوم متل ما كنت أحبّن طول عمري ولا مو كتير؟

المهم، إنه نحن منقول الحكي المو مهم بعد كلمة المهم، ما علينا، مو مهم.
لغير الناطقين بلهجتنا وجب التنويه أن “منقول” تعني أيضًا “بنقول” وبالفصحى: نقول، وليست منقول بمعنى: نسخ ولصق، هكذا نحن أحيانًا نبدأ الفعل بحرف الباء وأحيانًا بالميم لنفس المعنى غالبًا. وللمهتميّن بحصص تقوية اللهجة أونلاين حصرًا الرجاء التواصل على أرقام أكاديميتنا غير الظاهرة على الشاشة لاختيار التخصص المطلوب: حلبي شامي حمصي حموي والكثير، أسعارنا مناسبة للجميع وشهاداتنا مصدقّة ومعتمدة وتؤهلكم لدخول أسواق العمل العالمية من أوسع أبوابها لأوي تشدّوا إيدكن، ولدينا خصومات عديدة للمجموعات.

عن جد عن جد دأكمّل السيرة..
المهم:
بالعادة بيصير حكي أشكال ألوان وقصص وحكايا بغرفة المعلمات وهداك اليوم كأنه مبارح، بتذكّر انّه اجت بنهاية الدوام الفقرة اللي ما بتحبّا أنثى بالكون لمّا بلّشنا نلعب لعبة الصراحة ونحن عم نختم دوامنا وبلّش السؤال خفيف الظلّ إنه كل وحدة تتفضّل وتشبع الفضول اللي ما إله طعمة وتقول عُمرا للحاضرات.
ما بعرف كمان اللهم صلّي عالنبي شقدّيش نحن ناس كتير منعرف طعمة تمنا لدرجة منعشق نصنّف كل شي وأي شي لشي بطعمة وشي بلا طعمة، حدا أخو مراءنا شي؟ يستجري حدا يقول إيه. ما حدا أخو مراء حدا هيك كان الجد يقول.
_مراء تعني مزاج عزيزي القارئ_.

بيوما ما كان بدّي أقول ولا كان جاي عبالي أحكي، وكمان هون سؤال بليلة الأسئلة المو وجوديّة اللي خدقت عليّ خدق فرد مرّة هالمرّة وما حدا مُطالب يجاوب عليها بالمرّة: دخلكن ليش في ناس بيجي عبالنا معن نحكي وما مع غيرن نحكي ومعن بس بيحلا الحكي والحكي ما بينمل، وفي ناس الله يتولّانا برحمته معن بتبكم الكلمات؟ حدا بيعرف الجواب شي؟ أبصر.

يوما كنت حاسة إنّي صرت بأكبر عمر عرفت حالي فيه عالمراية من وقت ما خْلِقْت وما عاد قادرة أتخيل أكبر أكتر منه سنة ولا حتى يوم، شلون بدي أقلن ياه، صعبة والله صعبة.

سكتت، يلا احكي، طيب انتو قولوا بالأول: كم بتتوقعوا؟ قالوا، ارتحت وضحكت، وقلتلن أكبر بكتير، الصراحة: خمسة وعشرين.

سقى الله وقت كنت حاسة حالي كبيرة كتير هديك الإيام، سقى الله كيف عم تركض فينا السنين، عم يكبروا الولاد، عم يطول الصبي خزيت العين كل يوم عن تلات إيام، بعدما مرق وقت وعيوني تطلّع لتحت وقت يحاكيني، بلش الوقت اللي صار لازم أرفع فيه نفس العيون مشان أحاكيه.

آخر سؤال ومعلش خدوني بحلمكن متلما أنا ياما مرّات أخدت، إنه بدّي أفهم السر: معقول هنّ وعم يطولوا هالصغار نحن الكبار بنقصر بدون ما نحس؟ أو منقصر متل ما شرحتلكن إنه ما في فرق بالمعنى بس إحتمال يكون في فرق بالإحساس، حاولت أتأكد من هالإحساس المزعج جدا بدل المرة مرات، نفس الطول ما تغيّر.. عالأقل لهلأ.. عالأقل لليوم، الله يستر.

كل هالحكي، لأنه كان بدي أقول هالجزئية مو أكتر:
أنا آسفة، آسفة من كل اللي عمرن اليوم خمسة وعشرين وما مبسوطين بحياتن أد ما كنا مبسوطين لما كنا قدّن أو عالأقل كنا مفكرين حالنا هيك، وما فيني أقلن أبلغ من كلمتين: الله الكريم.
آسفة من قلبي، آسفة عليكن، آسفة مشانكن وحقكن علينا، آسفة من هالسنين وعهالسنين اللي مرقت من عمركن وعمرنا خطيفة وانحسبت علينا عمر مع وقف التنفيذ، آسفة على كل حدا مو مقدّر قيمة الحياة ومو مستوعب إنه الابتلاءات هيّ السُّنن الكونيّة اللي بتبان فيها معادننا الحقيقية وبتبنينا لمّا بتبيّن لنا الخير من الشر وبتاخدنا من العتمة للنور، وهيّة اللي بدون شك حتوصلنا لبرّ الأمان هون قبل هنيك بإذن اللطيف المطّلع على السرائر.

ناموا الولاد، عم إتأمّلن آخر الليل، عم أتأمّل وشّي عالمراية، مدري عم تتأمّلني المراية وعالأكيد مو نفس الشي التأمُّلين، عم أتأمّل السقف والحيطان وكل اللّحظات اللي مرت بيننا وعلينا بهاليوم الطويل وساعاته، عم أتبسّم للزرعات، وعم يضحكوا عليّ اللوحات، وعم يستنّوني أحكيلن حكاية قبل النوم الوردات، كلّن عم يحكوا بدون صوت، كلّن كأنّن عم يقولولي: سقى الله لما كنتِ مفكّرة حالك ختيارة الختايير.. سقى الله لما كان عمرك يا عمري خمسة وعشرين.

يا عمر الخمسة وعشرين: يا ريتني حطيت عندك نقطة، ويا ريتني كتبت تحت إيامك: رجعوني.
سبحان الدايم.

#ثرثرة_منتصف_الليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *