بين
بين الشرف والاستشراف شعرةُ معاوية! بين الإشاعة والحقيقة قشةٌ قصمت ظهر البعير.
يعزّ عليّ أن تكون أولى رسائلي لك وقد صرت إلى هناك وسبقتنا إلى حيث تستقرُّ آلافٌ مؤلّفةٌ من بني تلك البلاد التي أضناها التعب. أردت أن أسألك بعض الأسئلة لكنّي لم أستطع. ممتنّةٌ على المعروف النبيل، على الكلمات لا أظنّني أنسى وقعها على روحي ما حييت، على البسمات كانت باللطف على المحيّا ترتسم. في ربيعك …
ثمّة لطفٌ يحتوينا، طمأنينةٌ تلمس ثقب الأوزون في العقل ومثلث برمودا في القلب آناء الصبر وأطراف الاصطبار لعلنا قبيل الرجوع إلى ربّ الأرباب ومسبّب الأسباب نحمده على ما قضى وقدّر ونرضى به ونسترجع. لسببٍ قد لا نعرفه هناك من هم في حكم الأطفال حولنا دومًا، يسترون طفولةً متعلّقةً بقبّعة إخفاء بين حينٍ وآخر، ولأسبابٍ نعرفها …
صباح الخير للمؤمن بالقدر خيره وشره. صباح الإحسان للذي يجدّد النية ويسكن لمعيّة الرحمن وحفظه متعبّدًا بِـ: “فإن لم تكن تراه فإنّه يراك”. صباح التوحيد للموحّدين العاملين العالمين أنّ من لطف اللطيف بعباده أنّه يعلم ما لا يعلمون. أنت بخير ما دمت تؤمن أنّ ربّ الخير ما أتى ولا يأتي ولن يأتي إلا بخير. أنا …
كان يا مكان ليس في قديم الزمان، سأل أحدهم والدته: ماما، إنتِ بتعرفي تكاسري شي؟ – لأ ماما، المكاسرة إلكن مو إلنا حبيبي، أجابت الوالدة. = ما قصدي مكاسرة الأيادي ماما، أنا قصدي المكاسرة وقت الشِرا. تبسّمت المسؤولةُ بسمةً تسع درب التبانة لم يفهم تفاصيلها السائل، تنهّدت، تذكّرت طبيب الأسنان المسكين الذي حاول إقناعها ظهرًا …
الفقدُ أشدُّ المشاعر الإنسانية وطأةً على الأفئدة بلا منازع. شعورٌ حادٌّ أظافره طويلة، يخدش في النفس أشياء مخبّأةً قديمة، يُدميها بلا رحمة، تنزف بإطراقٍ في مكانٍ ما دون أن يدرك ألمها في الكون أحد. كم من نفسٍ انطوت على فقدها دهورًا تظنّ أنها فاقدةٌ دون أن تعي بأنّها هي المفقودة.
بالحمد تُستكثر النعم. انسيابه على اللسان يعني انسكابه في الجنان. حمدُهُ على التفصيلات الصغيرة التي لا نُلقي لها بالًا مفتاح حمدِهِ على المكرمات الكبيرة التي يصلح بها الحال والبال.
كنت أعلم أنّنا بالسعي النقيّ نصل، وكنت أصلّي لأجل ذلك. كنت أُدرك أنّ بعض الوصول أفول، وكان يشقّ على الروح ذلك.
في تلك الليلة سَمِعَت كلّ أحاديث الليل القلادة، فنطقت من هول ما سمعته الوسادة، سأَلَت برهبةٍ: أيعقل أن يحمد المرء خالقه حمدًا مثل هذا الحمد يا صفيّة؟ لم تنبس ببنت شفة، أسدَلَتِ الستار، وبكى من وجد ما سمع الجدار، سأل الجار بعد الفجر أُصيحاب الدار: ما بال الصمت يعمّ أرجاء المكان؟ بماذا تمتمت صاحبة العلّية …
كثيرٌ من الإنجازات محض وهمٍ لا يُفضي إلّا لوهمٍ منه أكبر. الثبات على مبدأ في الحياة ليس يسيرًا، مهما كنت حازمًا ستلتفّ المعوّقات حول عنقك حتى يخيّل إليك أنّها تخنقك، ستتنافس في إحباطك بين حقيقيّة على أرض الواقع ونفسيّة بين جنبيك تجاهد أن تصرعها كي لا تصرعك، والأخيرة أشدّ وطأةً لأنّها غيبيّةٌ لا تُرى بالعين …