وأحينا حياةً طيبةً تُرضيك عنّا وتُرضينا

من يومين الصبح والدنيا قايمة قاعدة، متل العادة آخر عشرطعش سنة بحياتنا اللي لسا عم تحاول تقنعنا إنّا حياة ما شي غريب يعني؛ من يومين الصبح والناس عم تسأل وتحكي وتلتّ وتعجن بيلّي صاير، لفت انتباهي تعليق سريع متل النسمة الباردة بعزّ الحرّ بزحمة أخبار الرعب والخوف؛ تعليق ما عرفته بسيط، ما عرفته شجاع، ما عرفت بعده ولا شي.

شقدّيش في عالم بتتمنّى تدفعلا مصاري مشان تنقّطك بسكوتا، قدّن عشر مرّات في عالم رهيبة ما بدا مصاري وما بدا تسكت لو شو ما صار؛ أديش المصاري شغلة محيّرة بالحياة؟
نفس اللي بتدفعه مشان تشتريه فيّا هوّ نفسه نفسه ممكن تحطه وتحط فوقه متلينه مشان تخلص من همّه وورطتك فيه وتقله على قلبك وتبيع..

هداك الصبح كانت الكومنتات شغّالة على قدمٍ وساق، لايكات وشيرات وسكرين شوتس كعادة نكد جماعة الفيس اللي ما إلن علاقة برواق أهل الانستغرام بأي حال من الأحوال؛ هداك الصبح.. بكل هدوء وبزحمة الحكي واحد كتب نيابة عن سلام فيروز اللي ما بيشبهه سلام: “المهم.. شو رح تفطروا اليوم؟”

سكّت الكلّ.. مدري الكل سكت..
كعادة السكون بيعمل شدّة لذيذة بمجرّد ما تضمه لمتحرّك.

وقّفت عقارب الساعة ستين نبضة..
قال شو قال:
المهم! وشو رح نفطر!

عن جد كنّا نسيانين..
لك شو هالعمر اللي عم ننسى فيه حالنا أحيانا ما بعرف!

سألت حالي لجزء من الثانية اللي ما جاي عبالي أصدّق إنه إلا أجزاء: أديش لازم أضل عم أشوف وأتألم مشان أحس بالناس؟

شو فايدة الألم والواحد عمل اللي بإيده وحاول بيلّي بيقدر عليه، شو هالعمر المسخرة اللي عشناه لليوم ياه؟ صفي دمنا من الهمّ وصفينا بهالشّتات وما عاد استرجينا نشتاق لا لناسنا ولا لأرضنا ولا للشوق ولا للحبّ ومقضينا قلّي لقلّك..

مرّات بذكّر حالي إنّا مو جنّة، هيّة هيك شكلا لازما رشّة وَجَع للجميع مشان نتزكّى قبل ما نسافر عن جد عالجنّة، بقول لحالي على قدّ عقلي مو أكتر: ياربّ صلاتنا عالوقت مصلّينا وزكاة مالنا علينا بتشهد إنّا مزكينا، لا آذينا نملة وما بخلنا ببسمة على جار، فيا رحمن دخيلك ما تآخذنا إنه هيك عم يصير بالدنيا ونحن فيّا. وعينا عالعمر سجاداتنا ممدودة وإيدينا مرفوعة للحنّان بالدعاء يحمي كلّ مين بيحبّه وكل مين نبض قلبه: “إياك نعبد وإياك نستعين”.

كان نفسي تعيش الإنسانية جميعاً حياة عادية، عادية كتير، كان نفسي نجرّب العادي، ما يكون فيه كره ولا ظلم لا نشوف حروب ولا نسمع إلا أحلى الأخبار، كان نفسي نجرّب ولو فترة حياة السلام اللي ما حدا فيّا بده شي من حدا لا بحق ولا من غير حق، كنت متمنية إنه يضحك الزمان عند إنه أكبر هموم الصبايا: “ما بدّي ابن عمّي لأنه بشوفه متل أخي”.. وأكبر هموم الشباب: “يا هِيّ يا لأ”.

كان نفسي نعيش..
نفسي..
بس شكل العيشة بهالزمن أنفس من انه نتنفّسا حتى.. ❤️‍🩹

واستكمالاً لمقولة المتصالح مع ذاته وحياته ما غيرو: “المهم.. شو فطرتوا اليوم؟”، أنا بقلّكن: عن جد شكلنا لسا حنشوف كتير وقليل.. فشو ما صار: لا تنسوا تفطروا كلّ يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *