خيطٌ أحمر

قلبه أبيضٌ كَالثَّلْجْ، وقلبها أخضرٌ كمَرْجْ، في معمل مادّة العلوم أعطتهما أقحوانة اللّيل كوبين وناولتهما خيط صوف، ثمّ قالت أنّ الصوت بعد هذه التجربة سيصل بينهما أسرع.
في ليلةٍ من ليالي الخريف، افتقد القمر الشّمس، دحرج كُرة الخيط الأحمر وأخبره أن يصل بين كوبَيْ الذكريات تلك، أراد أن يسمع صوت حبيبة الرُّوح، أن يتكلّم كلاماً لا يفهم عمقه إلاّ فراشة طفولته، ناداها عبر الكوب: “اشتقت إليكِ يا شمس”، وضعه سريعاً على أذنه علّه يسمع صدىً مّا، علّها تجيب: “وأنا كذلك يا قمري”؛ لم يسمع شيئاً، ولا أيّ شيء، قرّبه من قلبه، فسمع صوت المعلّمة غاضباً!
: لماذا لم تنضج بعد؟ كيف تريد من خيطٍ طوله أربعة آلاف كيلو متر أن يحمل شوقك يا قمر؟ هل يُعقل أن يحمل أشواقنا الثقيلة مجرّد خيط! أيُعقل؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *