حروف

ثمّةَ حروفٌ تُجاهدُ كي ترى النّور الأوّل، هيَ على موعدٍ مُحدد أُسِرُّهُ مع نفسي ساعيةً له وما توفيقي إلا باللّه.
نحنُ بحاجةٍ عند نقطة البداية لمن يؤمنُ بِطُهرِ نوايانا وسموِّ رؤيتنا ويوجّهنا نحو الطريق القويم إن تُهنا.
دعوتُ في الثلث الأخير من الليل طويلاً: اغفر لي يا رب، يوم ناديتُ في الظلماتِ مُغاضبةً: لماذا؟ لماذا أنا يا الله!
واللهُ لا يقال لأقدارهِ “لماذا”.
وحدهُ اللّه يسمعنا حين نحمدُه، ونقولُ لهُ بكلّ سرورٍ سمعاً وطاعة.
تُربكني التساؤلات، كيف أكتب قصصاً وأنا التي لا أعرفُ بعدُ كيف تُكتب الروايات؟ متى يُؤذنُ للكاتب بين آلاف الُكتّاب أن يُصبح كاتباً، هل يصبح المرء شاعراً لأنّه يريد؟
أًدركُ أنّ غايةً مّا أثقلت رأسَ قلمي منذ زمنٍ بعيد، قد آن لها الأوانُ أن تواجه الضياء.
لا أدري..
إن كانت الكتابةُ عند الكُتّاب روتيناً أم واجباً أم هواية، أو التزاماً عُمْرِيّاً لا بدّ لك من خلاله أن تدوّن رسالةً وتتركَ أثراً قبل الرحيل.
لكنني قد أدري ..
متى تستحق الكلماتُ القبولَ والوُصولَ والوضعَ كتيجانٍ فوق الرُّؤوس، والطباعة كقبلاتٍ بين العيون.
إنّ للكلمةِ طقوساً، إن كُتبت خلالها وصلت، وعمّرت، وحُفرت في ذاكرة القارئ بإتقان.
الكلمةُ التي نكتبها تحت ضغطٍ ما، أو عبرَ شعورٍ مّا، حاملةً قيمةً وورعاً ووعياً وإلهاماً مّا، أعمقُ أثراً وأهدأُ دفئاً من تلك التي تُرهقنا مثاليّتُها وفلسفتها علينا خانقةً للأنفاس ومُطبقةً على الصدور.
أكتبُ اليوم، وأنا أرى الدربَ واضحاً أمامَ عينيّ.
الشكرُ موصولٌ سراً وعلناً ودعاءً وامتناناً لكلّ من دعا لنا على مسمعٍ منّا أو في ظهرِ الغيب، ولكلّ من دعم وشجّع ونقدَ ووجّهَ ونَصَح ونقّح وأنتجَ وسجّل وسمِعَ وصوّر وصمّم وأعطى فكرة، وكان عوناً بعد الله تعالى لي كي أخوضَ هذه التجربة الفريدة بالحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *