طريق

تستغرقُ عمراً كي تُدرك أنّ البشر مختلفين، ولكلٍ منهم طريقه وطريقته.
تأتيك لحظةُ قرارٍ حاسمٍ لا رجعة عنه، تستيقظُ فيها من سباتك العميق، تزيحُ عنك لحافك الثقيل، تعرفُ فيها مبتغاك، هدفك، حلمك ووجهتك.
بذل الجُهد سيبدو جلياً حالياً ولاحقاً ولن يخفَ عن أحد.

تحاول أن تبدأ بدايةً صحيّةً صحيحةً قويّةً لا تندم بعدها أبداً، أهدرت عمراً من وقتٍ طويل، وعيكَ أخيراً بهذا نعمةٌ عظيمةٌ بحد ذاته.
لا يصفو لك نومٌ بعد اليوم، ويمتلئُ عقلك خواطراً وأفكاراً كل لحظة.

حين تحرّك مركبتك، حاول لُطفاً أن لا تصطدم بأحد، أن لا تهدر حياةً لتستمر حياتك.
لا تسرع، ولا تتباطأ، كن وسطياً تسلم.

يوهمك البعض أنه على عجلة أكثر منك، وأن حقه المشروع أن يسبقك، وبأن تأخّرك يمنحه الصلاحية الكاملة بأن يدهسك!
“كبّر عقلك”، أفسح له، ولا تبتئس.

لا ترفع سقف توقعاتك من البشر بأن يمتلكوا رقيّك في تعلّم آداب الطريق والعمل بها.
تلك قاعدةُ حياة، أتعبت من لم يَعِها.
اعتن بجودة مركبتك، وانتقِ بعنايةٍ فائقةٍ مرافقيك فيها.
تذكّر دوماً أنك وحدك من يعرف إجابات أسئلة ذاتك وأسرارها.
هل تستطيع قيادة الكل أم البعض؟
التعامل مع العمر الأكبر أم الأصغر؟
الانسجام مع الفكر الأحدث أم الأقدم؟

الطرقُ السريعةُ قد لا تكون مضاءةً بما فيه الكفاية، وقد تحوي مفاجآتٍ كثيرة.
ذاك ثمنُ “السرعة”، مخاطرُ كثيرةٌ متوقّعة وأكثر منها غير متوقعة.
كن فطناً متيقظاً محفوفةٌ عند كلّ منعطف، فأحدهم يستيقظ من سكرة العمر فجأةً ليغيّر مساره من أقصى اليسار لأقصى اليمين متباطئاً، وآخرٌ بكلِّ حماقةٍ يتذكّرُ أنَّ عليه الانعطاف من أقصى اليمين لأقصى اليسار متسارعاً.
قيادةُ حياتنا حقيقةً، كثيراً ما تُشبه قيادة السيارة.
<<فطنةٌ وفن>>.
ستتوقعُ مفاجأة الموت كل لحظة: “أُثبت أحد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *