مطعوم

أصبحنا وأصبح الملك لله
الحمد لله علّم الإنسان ما لم يعلم، الحمد لله .

” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ “.

مصطفّين بصفوفٍ طويلةٍ كأنّهم في مشهدٍ من مشاهد يوم القيامة، كلٌ بحال سبيله، يفكّر بحياته، وينتظر ظهور رقمه على الشاشة المسطّحة العملاقة لأخذ جرعته من المطعوم المزعوم.
لا تتردّد، تناوله وامضِ.
والدتك لم تستشرك رضيعاً وهي تأخذك للعيادات شهراً بعد شهر لتلقّي اللقاحات مطعوماً بعد مطعوم.
ألأنّك تأخذه راشداً هذه المرّة أقمت الدنيا جدلاً ولم تقعدها؟
جميعنا سنموت على كلتا الحالتين، أخذناه أم تركناه، اقتنعنا به أم لم نقتنع، لكنّ الموت عن علمٍ يبدو أفخم بعض الشيء من الموت عن جهل.
نحيا في عالمٍ عجيب؟ ونتمسّك بالحياة فيه، بينما يموت آلاف النّاس ظلماً من الإنسان للإنسان ولا ينبس أحدٌ ببنت شفة.

ماذا يريد النّاس؟
إذا حيّزت لهم الحياة ونعيمها، استطاعوا أن يخلقوا سبباً كي يتذمّروا منه قائلين أن لا راحة لهم إلا بالموت.
وما إن يحضر هذا الموت، تراهم يسعون سعيَ هاجر طلباً للحياة، وطمعاً في مزيدٍ من الأنفاس.

بدت كل الأخبار والقرارات سريعةً، طاعونٌ ولقاح، وعالمٌ أبدى رغبةً ملحّة فجأةً في أن يعيش.
كم أريد تصديق أنّ هذا يُفعل لأجلنا ولسواد عيوننا، لا عدمنا خير الطب والأطباء.
صنعوا لنا مطعوماً، يريدون أن نعيش على طرقاتهم، ربّما كي نموت على طريقتهم لاحقاً، وليس على طريقة فيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *