طبيب أسنان

كان يا مكان ليس في قديم الزمان، سأل أحدهم والدته: ماما، إنتِ بتعرفي تكاسري شي؟
– لأ ماما، المكاسرة إلكن مو إلنا حبيبي، أجابت الوالدة.
= ما قصدي مكاسرة الأيادي ماما، أنا قصدي المكاسرة وقت الشِرا.
تبسّمت المسؤولةُ بسمةً تسع درب التبانة لم يفهم تفاصيلها السائل، تنهّدت، تذكّرت طبيب الأسنان المسكين الذي حاول إقناعها ظهرًا بالحصول على ابتسامةٍ يقدّر تصليح أسنانها بأربعة آلاف وستمائة ريال سعودي والله أكبر، فاستطاعت إرغامه على مراجعة ما تعلّمه في مسيرته المهنيّة خلال عشرين عامٍ ليقوم بإصلاحها لها بثمانية وأربعين ريالًا لا أكثر.
تذكّرت عينيه لا تُفسّر، تذكّرت كمّ الشتائم التي سمعتها دون أن ينطقها، تذكّرت كيف أنّ كيد الشيطان ضعيفٌ وأنّ كيدهنّ عظيم.
وخرجت من العيادة مزهوّةً بالانتصار وقلبها ينبض: “واحد صفر يا أبو أربع تالاف وخشبة، على مين والناس نايمين، على بنت حلبية حفيدة حلبيّة، وست ست ست ستها حلبيّة؟ لا والله وحق الله”.
ولسببٍ ما سُمِعَت في الأرجاء تمتمةٌ تُقهقه:
“أنّا اتجهت إلى السوريِّ في بلدٍ
وجدته كالنسر مفرودًا جناحاهُ”
– يعني بتعرفي تكاسري ولا لأ؟ ما قلتيلي؟ قطع سرحان أمه أحمد.
= العلم عند عمو دكتور الأسنان، يا أحمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *