مشكلة

لما رجعت هايدي من السفر وبدت تحكي لبيتر أديش كانت مشتاقة للجبال، للسما، للورد، للمرج الأخضر على مدّ النظر، لتخت القش، للحليب الدافي، ولصوت العنزات.
ملامح بيتر كانت ما بتتفسّر، كالعادة يعني: إنه عن جد كنتِ مشتاقة لهدول كلّياتن اللي أنا تعوّدت عليهن لحتّى منن طقّيت ولحتى منهن ضجرت؟
يمكن لو ما كان كرتون كان سألها: وأنا؟ أنا أنا؟ ما اشتقتيلي؟
ويمكن لأنه كرتون جاوبته بكل الأجوبة اللي ما خطرله يسمعها، وقت اللي ما كان جاي على باله أكتر من إنه تعبّرله بكلمة وحدة مو أكتر: اشتقتلّك.
الناس ما بتشبه الناس لمّا بتعبّر عن مشاعرها. هايدي كانت تعبّر عن شغلات كتير بإنه تركض بهالدنيا حفيانة، ومو مشكلتها إنّه ما يفهم المشتاق شو يعني حفيانة، مشكلتها إنه بعمرها ما قالت لحدا إنه كعابها على طول كانت تتجروح، مشكلتها إنه أصابعها العشرة دايم الدوم كانوا متجمدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *