بَوْح

“ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”.
سورة الحج.

بكرة أو بعده عيد..
بكرة فرح..
بكرة هدية من الرحمن..
الأصل نتأدّب مع هدايا اللطيف ونحترم النّعم..

بتعرفوا ولا ما بتعرفوا؟ شكل الإمهات هنّ وبس اللي بيعرفوا!
بتعرفوا إنه في عالم بتفكّر حالها من جماعة حامل المسك وهيّ من جماعة نافخ الكير للأسف!
بتعرفوا شو يعني وكنّا نخوض مع الخائضين؟
قرأتوا تفسير:”قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”.
سورة الكهف.

نعم تألّمنا، حزنّا، قلوبنا انفطرت، وربّ العالمين شاهد عهالقلب شو صار وشو عم يصير فيه.
بس بكرة عيد!
بكرة الصبي اللي شاف إمه مبارح ما عم تعرف تفطر لقمة من الوجع والدمعة على خدّا عم يستنى يشوفها الصبح مزينة غرفة القعدة ببالونة!
بكرة البنت اللي شافت أبوها أولت مبارح طول الليل عم يتقلّب من الألم مو قادر ينام والتنهيدة خانقته وشبح الصوت عم يلاحقه: يا ظهري.. هالبنت منتظرة بابا الصبح يمدّ اليمين يعطيّا فيها شوكلاته وعيديّة.

بكرة تيتة اللي تعبت من هالعمر وسنينه عم تستنى تشوف الحلوين بتيابن الجديدة، عم تستنى الضحكة العسل، عم تستنى تشوف العيلة، عم تستنى البوسة عالراس والحضن الدافي اللي بتتلاقا فيه الكتاف، هي التيتة ما بقي عندا من حلاوة هالعمر متل صباح العيدين، حتقولولا: والله ما قدرانين نفرح ونفرحك لا تواخذينا زعلانين!

كل حدا فينا اله طريقة بالتعامل مع الحزن، مع القهر، مع الألم..
بتعرف شو يعني إم؟
بتعرف شو يعني أب؟
يعني شو ما صار تحط عينك بعين رحمة الرحمن وتقول: يا رب..
يعني تقدر تضحّك هالصغار من قلب الوجع..
تقدر تغنّيلن بكرة: يا حجّ محمّد أديش مصمّد وتمرجحن عالمراجيح بدون ما يخافوا بيوم فرح متل هاليوم العزيز.

اليوم اللي استشهد فيه فلان هوّ نفس اليوم يلّي انزفّ فيه علّان، اليوم اللي كان فيه بالعناية المشدّدة جارك، كانت بنفس المشفى عم تولد أول ولد بعمرها بعد صبر ودعاء عشر سنين جارتك، اليوم اللي هوّ نقمة على حدا هو نعمة لحدا تاني، إلا يوم العيد، هاد يوم شعيرة ولازم يكون نعمة للكلّ، وما فينا بعد هيك نقول غير: المحروم من حرمه الله.

“يَٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَٰبَ بِقُوَّةٍۢ ۖ”.
سورة مريم.

كونوا يحيى، اعرفوا كيف تاخدوا هالكتاب، هالحكم ما بيتّاخد بالسهل، هالحكم بيتّاخد بالحكمة، وهالحكمة بتبدأ من هدي القرآن الكريم وبتنتهي إليه.

انفخوا البالونات، جهزوا العيديّات، رتبوا صحون الشوكولاته، ربّوا الجيل الجاي إنّه حقّي أفرح وحقّي أنبسط وحقّي أحيا هالحياة بما يرضى الله لليوم اللي ألقى فيه الله، ربنا هداني النجدين وحأعرف أتصرّف بما يليق بالمسلم إنّه يكون عليه إن شاء الله.

ربّ العالمين ألهم هالنفس الفجور والتقوى، ووضحتلنا معالم الطريق سورة الشمس:”قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”.
بتعرفوا شو يعني زكّاها؟ قرأتوا عن تزكية النفس؟ بتعرفوا إنه بدّا مجاهدة كتير؟ مركّزين ومصحصحين إنه بعد كل المجاهدة في سبيل تزكيتها وسؤال ربّ العالمين إنه نكون عم نتصرّف صح ونحاول نعيش صح بترجع بتأدّبنا سورة النجم:”فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ”.
يا ريت نكون بنعرف والحكي للّي عم تكتب هالكلمات قبل كل القارئين.

الله يرحم اللي راحوا، ويجعل برداً وسلاماً على قلوب المفارقين، يحفظ لنا المُغيّبين، وينتقم من الظالمين ويهب المقهورين سلوة وقوة وعزم وبصيرة ونور من نوره العظيم رحمن السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام.

كل سنة وانتو وحبايبكن جوّة وبرّة وبكل مكان بهالمجرّة سالمين.
كل سنة وقلوبكن بخير، كلّ الخير، ولطفاً.. احسبوا حسابي بالشوكولاته.💚

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *