خواطر الفجر

بقيام الليلة الأخيرة، كالعادة.. قال الإمام: “استووا.. سوّوا صفوفكم.. وسدّوا الفُرَج”..

لما قال هيك.. بدأت النساء تسدّ الفراغات وتسوّي الصفوف، في فراغات بتكون ضيّقة وصغيرة، بس مع هالشي لساتها فراغات، العجيب.. إنه كان تجي سيدات وتملا هالفراغات مع انه حجما ما متناسب مع المكان! مشان تسدّ الفراغ محتاجة نوسّعلا، وهاد اللي يصير.. المكان الضّيق يوسع حدا أكبر منه ويمشي الحال ولا كأنه كان فاضي..

ما قدرت مبارح ما أتأمّل النداء: “سدّوا الفُرَج”، أديش هالفُرَج بتشبه دعائنا وأحلامنا المعلّقة اللي تأخّرت أو لسّا ما تحقّقت ومنكون مفكّرين إنه لأنها صغيرة لسّا ما استُجيبت وتاري في شي مخبّالنا أوسع منّا ومنها بكتير.. خير كبير حيوسعها ويوسع غيرها معها ويتوسّع له من حواليها من غير حولٍ منّا ولا قوّة، وتطلع جميلة جمال يسرّ النّاظرين.

رجعت على بيتي وفي شي عم ينادي الأماني إنّه ربّ الأماني والمواعيد مخبّي بعلمه وحكمته وقت سدّ الفُرَج لكل حاجة من حاجاتنا الصغيرة ومسائلنا الكبيرة، بس نحن مرّات بنتعب من الصبر، مدري الصبر بيتعب منّا، الحمدلله.. الحمدلله دائماً وأبداً.. يا ربّ تسامحنا وتعفو عنّا.

=====

ما بعرف إيمتى كبرنا أنا وإنت وهوّ وهيّ لهالدرجة، مرّات بسمع حدا بالبيت عم ينادي ماما كذا مرّة.. بعدا بستوعب إنه قصده أنا! إي والله قصدن أنا!

نحن كيف هيك صاروا ولادنا بطولنا بلمح البصر؟
لسا مبارح كانت نانا تاخدنا معا عالتراويح بالحرم!
إيمتى كبرنا؟ ليش كبرنا؟ لإيمتى حنضل عم نكبر، عن جد هيك كتير.

ببداية رمضان وحدة سألت إذا في أجواء بتعملوها بالبيت أو زينة معينة، كل حدا وما تعوّد عليه، للصدفة.. بنفس اليوم بعتتلنا أختي من غربتها الأولى: مشتاقة لرمضان ونحن صغار، مشتاقة لصوت ماما عم تقرأ قرآن، مشتاقة لسُفرتها ولصلاتنا جماعة ولقعدة القهوة وضحكاتنا فيّا، كتبتلا أختي من غربتها التانية: صيري إنتي الإم اللي عم تقرأ القرآن وعيدي ذكرياتنا لولادك من أوّل وجديد، السفرة واللّمة والضحكة وصلاة الجماعة وكل روحانيات رمضان.

خلص رمضان..
وبكرة العيد..
في طفل جوّاتنا بيفيق مع جيّة العيد وما بيعود يعرف ينام! طفل بيشتهي يشوف معن أفلام كرتون، ياكل مارشميلو بدون عدّ، يضحك بدون ملل على نكتة صار سامعها عشر مرات.. يضحك بدون همّ..

يا ريتنا نرجع صغار، يا ريت تدقّ قلوبنا للّبسة الجديدة متل هديك الإيام، كم حدا فينا كان يقوم بدل المرة خمس وعشر مرات مشان يتمشّى بالحذاء الجديد كمان مرة قبل ما يطلع الصبح ويتفتّل فيه وبلمعته قدّام العيلة وكأنه سلطان.

في شي راح، ما بعرف إذا حيرجع، يمكن قدرنا نرجّعه برمضان، بس ما بعرف.. ما بعرف إذا في طريقة يرجع بالعيد..

ما علينا.. الشوكولاتات بتحلّ كلّ شي عادةً، تصبحو على إيمان، وغداً يومٌ أجمل ان شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *