لماذا أنا؟

سلامٌ من الرحمن عليك ورحمات تسع كلّ سماء.
أكتب لكِ وأنا أقرب النّاس إليكِ وأجهلهم عنكِ!
أكتب لعجزي عن فهمكِ، وقلة حيلتي لتخيّل ما في مخيّلتكِ.
تسألينه تكراراً: لماذا أنا، وأسأله كلما نمتِ وتركتني أتأمّلكِ فأتألّمك: لماذا هيَ؟
متى خُتمت أقدارنا بنصيبٍ من أسمائنا؟
من نحن في هذا العمر يا بلسم؟
ما هي الوصفة السرّية التي تمّ فيها مزج النّفس بالرّوح بالجسد، هل الرّوح والنفس هالتان منفصلتان محبوستان في زنزانةٍ ضيّقةٍ تسمّى جسد؟ لماذا نربط الرّوح بالمعنوي من أعمالنا والنّفس بالحسيّ منها، لماذا نلصق شرّ أفعالنا بنفوسنا، وتتباهى الملائكيّة منها أنّها من صميم أرواحنا، كيف لهذه الأجسادِ الضّعيفة مهما تظاهرت بالقوّة أن تتحمّل مثل هذه التناقضات على مرّ الحياة؟
النّفس البشريّة بحرٌ مستقلٌ له مدّه وجزره وصراعات أمواجه، نرمي مرساة سفينة الفكر على مينائها لحظاتٍ لنيل قسطٍ من الرّاحة والاستمتاع بحفنة من التأمّل ثمّ نعاود بعزمٍ الإبحار، البعض يكتفي بالسباحة السطحيّة على الشواطئ، وأنتِ من البعض الذي لا يرضى دون الغوص العميق ترياقاً لنفسه في أعماق البحار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *