بِمحضِ الصّدفة

بَيْنَما هيَ جالسةٌ عِنْدَ السّحَر..
إذْ طَلَعَ عَلَيْها قدر..
شَدِيدُ بَياضِ الثِّيَابِ..
شَديدُ بياضِ الشَّعَر..
لا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ..
ولا يَعْرِفُهُ عنها أَحَد..
حَتى جَلَسَ إليها..
فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِا..
ووَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ..
يُخبرها سرّاً:
ماذا لو أنّا عشنا ألف سنةٍ إلا خمسين عام؟
يبدو معقولاً أن ننام..
ثلاثمائة منها..
ولا طمعاً بالتسعة..

من كان يصدّق أنّ «السّينَ» ستفعل؟
لتدورَ الدائرةُ أخيراً..
من بعد خميسٍ لم يُحمَل..
بحوارٍ كان فريداً عن خمسين!

ثانيةً خمسون؟
نعم خمسون.

خمسين ألف سنةٍ..
مما يعدُّ..
وتَعدُّ..
وتَعدّون.

قد كان جداراً عاجيَّاً
كانت رؤيتنا لمّاعة
كنّا نَكتُب كي لا نُكتَب
صرنا نَقرأ ما لا يُقرأ
فنُراجعُ عمراً قد ضاعَ
هل كان سليماً ما يجري
أم كانت تسرقنا ساعة

ثمَّ ماذا؟
ثمَّ..
تبكي السَّماء..

ثمَّ ماذا؟
ثمَّ..
تبكي الشّفاء..

ثُّم ماذا؟
ثُمَّ..
ذات لُطفٍ من ألطافِ الرَّحمن تكون كُن.

ثمّ ماذا؟
ثمّ..
تنكسرُ النافذة أخيراً..
تتهاوى قارورةُ عطره..
لا تنبسُ حرفاً
تتنفسُ خوفاً..
أدهشها المشهد..
فـ«بِمحضِ الصّدفة»
كانتا..
فردتين.. «بِجناحين»!
هذي المرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *