أحلام الورد

كثيراً ما تكذب النّفس يا وردتي فلا تستمعي لثرثرتها ولنمضِ معاً حيثُ نؤمر، أجمل ما سيحدث آتٍ كأبهى ما تسعه الخيالات، الأماني العظيمة تكسر أكتاف الكبار لا محالة لكنّها لا تقوى على مساس خواطر الصغار، والأحلام المتجدّدة تزيّن ليالي العمر الآتية جمالاً أشهى من أيّ جمال.
النّفس عطشى، أتفق ولكن: ما نفع الاختصار ما دام سيزورنا مع كلّ شرود؟
لا تختصري بل زيدي البنود كما يحلو لك وأكثر، احلمي وأثّثي وارسمي واشتري بدلاً من هذا الخيال خيالاً أوسع فالكثير يليق بك، الكثير بعيدٌ بعض الشيء، أعرف، ولكنّه يحدث ويتحقق ذات إعجاز.
ماذا لو أنّنا تبادلنا الأدوار هذه المرّة، ماذا لو استأذنتك بأن أكون السّاعي وأضع في يدك الرّسالة؟ ماذا لو قلت لكِ أنّها من تلك الحقيبة؟ ماذا لو أخبرتك أنّها زارتني وحكت لي لطيف الحكايات عنك؟
حقيبة البرّ ثمنها غالٍ يا حلوتي، هذه اللّيلة سيأتي الرّد من ماما وليس من الكاتبة، يأتي برقيّةً على عجلٍ من هناك، من عالم البرزخ تحطّ على نافذتك حمامة الأيك وطير السلام ليكتب رسالةً في الثلث الأخير والنّاس نيام:

سلامٌ على قلبك الغضّ بُنيّة، طبتِ وطابت لمثلك الأحلام، ربّ الأكوان يبدل الغُرف الضّيقة قصوراً يتلعثم في وصفها البيان، قصورٌ مضاءةٌ ليل نهار، تغار منها الغرف الفارغة ولا يكفّ عن اقترافنا فيها الامتنان.
كوني بخير، كلّ خير.

المرسلة: ماما
العنوان: هناك
ص.ب: غير موجود بالخدمة مؤقتاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *