بلسميّات

حبيبتي بلسم، ولا حبيبة لي مثلها..
من بلاد الواق واق ومن عامٍ لا أعرف تاريخه من بين الأعوام أقرؤكِ السلام عليكِ السلام..
أنا إلى لقياك في حنين، عليَّ وعلى قلبي السلام.

تُخبرني الدعسوقة أنّ الليلةَ ليلتكِ؛ تقولُ: أطفأَت الأنوار، ولمعَت عيناها لمعةً شريرةً كالعادة ثمّ قالت للوحةِ المفاتيح المسكينة: هيّا بنا يا لوحتي، سهرتنا خضراء يا حلوتي.
قالت لي الحمامة الرماديّة بأنّ قطّة الحيّ العرجاء ماتت بالأمس، وبأن سطح البِركة بدى متوتّراً بعض الشيء، تبادلت على صفحة وجهه الرقراق أوراق الجهنّمية المتناثرة الهمس؛ وحكت لي نخلتكم بأنّ المدينة الدافئة حُمّلتِ من الهوى ما لا طاقة لها به، وأنّ شيئاً لا يبدو مطمئناً لم يسبق له الحدوث على وشك أن يحدث.
تقولُ: بعدما أقفلَت باب غرفتها رمت من النافذة المفتاح! لا تريد رؤية أحدٍ تنويها بوحاً حتى مطلع الصباح.

اسمعي يا بلسم، أنا أغضب، هذه ليست حياة، الليل ليلٌ والنهارُ نهار، أتجاوز عن مثل هذه الفوضى مؤقّتاً حتى تترتب عندك الأفكار، قد لا أملك عليّ حرفي غالب الأشواق، قد أُمرّرُ إليكِ أغنيةً تختصرها بين الحين والآخر، وأدرك أنّي تأخرت، سأرسل الرسائل لك حتى وان ضننتِ عليّ بالإرسال، وسأسأل عنكِ وإن تناسيتِ السؤال.
ولو أنّ لي عندك خاطراً فإنّي أطالبك ألاّ تتعطّري بعد اليوم! لا أطيق أن يستنشق ذلك الأريج الجار، لا أحبّ بسمته ونظرته بعد ذاك الشمم، يتنشّق عبيرك كلّ صباح، والكاتب المسكين يحلم كلّ ليلةٍ أن يكون لوحة مفاتيحٍ تسهر في حضنك اللّيالي لا أكثر.
يصبح الخير عليكِ، وتصبحين صباحاً من الصباحات عليّ.

الجمعة28/5/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *