تلاوة

يفقد الفاقد منّا محبوبه فيخيّل إليه أنّ مُحباً لم يألم من قبلُ مثله، يواريه التراب ولا تتوارى الذكريات، يحلّ الليلُ ويتألّق البدر البهيّ على موعده فلا يبالي لرحيل من رحل وبقاء من بقي، يطلع الصبح وتشرق الشمس المؤمنةُ بأشعةٍ واثقةٍ توقظه من حزنه وغفلته وتقول قُم فما زال في العمر بقيّة.
يفتحُ باب منزلهما سعياً إلى النور فتنبسط أسارير الحياة، مازالت العصافير تغرّد والفراشات تطير، يضحك الطفلُ ويتفتّح الزّهر ويفوح عبير الياسمين، وكأنّ درب التبانة يتلو: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *