مَرْدَغة

لدى الأطفال شفافيةٌ وقدرةٌ جميلةٌ على التّعبير عمّا يجول بخواطرهم كثيراً مّا لا نملكها؛ لم يهتمّا لاسم المغنّي أو الشاعر، قالا رأيهما بوضوحٍ تامٍ فما وضعا اعتباراً لتاريخٍ فنّيٍ ولم يَخْشَيَا في الله لومة لائم.
 
كانت كوكبُ الشّرق تغنّي عبارةً هشّة: «كنت ولا مبارح فاكراه، ولا عندي بكرة استنّاه، ولا حتّى يومي عايشاه»، عندما سأل حفيدنا الذي يُسابق اخوته في الحفظ والتسميع يومياً سؤالاً فطريّاً منطقياً: «ما كان عندها قرآن مشان تعيش يومها»؟!
 
دار نقاشٌ عائليٌّ جميل، ثمّ ما لبث القيصرُ أن تغنّى بعبارةٍ أهشّ: «أَ أَعجبكِ الشّاي، وهل تكتفين كما كنتِ دوماً بقطعة سكّر»؟! وعندها لم يستطع ابن خالته أن يتمالك نفسه، لِيُعلِّق تعليقاً آخراً ساخراً مُختصراً بخمس كلمات لا أكثر: «مَرْدَغْ» رجولته! عم يغنّي لبنت!!
 
هل كان السرّ في الجينات؟ أم أنّها فِطرة؟
كلّي شوقٌ لمعرفة الأغاني التّي سيستمعون إليها مستقبلاً في فترة خطبتهم؛ هذه «المَرْدَغ» الذكوريّة حتّى النّخاع سأخبّئُها للثاني بالتأكيد.
اللهمّ أنبتهم نباتاً حسناً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *