هل؟

هل يا تُرانا عند الختام نُكرمُ برحيلٍ طيّبٍ عطر؟
هل نحيا أيّامنا حياةً تُرضي الله عنّا؟
هل نحبّهُ بلا حدٍّ كما ندّعي؟
كيف نحبّه ولا نرضى جميل الرّضا بقدره أحياناً؟
أيُّ حبٍّ لا يُبصّرنا بعدل قسمته لنا قدراً بعد قدر؟
هل كان حباً أن لا نحفظ التسعة وتسعين اسماً كاملة؟
تغضبُ غضبةً لطيفة، تقول: أحبّه، وتستدرك: أحفظها، أسألك: هل آمنت بها قلوبنا حقّ الإيمان؟ هل أيقنّا صدق اليقين؟
هل صدقناه القول حين دعوناه باسمه اللطيف؟
هل آمنّا بلطفه في المنع كما آمنّا به في العطاء؟
هل عرفنا معنى اسمه العدل؟
هل آمنّا بعدله حين قسم لنا قسمةً لم تُدرك عقولنا لها تفسيراً لأنّنا ببساطة لا نرى ما يراه؟
كم كان ترتيب هذا الابتلاء مُذ ولدت؟
هل كان العاشر أم الثاني عشر؟
تُجيبني بألم: لم أعد أذكر، أقول لك: ولا أنا أيضاً؛ بعد امتحان الحياة الثالث يشتدّ عودنا ولا يعود للعدّ قيمة، علامَ نعدّ وإلامَ؟
المثير للسخرية أنّ الحياة المثاليّة التي نسعى إليها ونخطّط لها ونرسمها في مخيّلاتنا البدائيّة رسماً خلاّباً قد تكون أتعس حيوات غيرنا؛ ندرك تلك الحقيقة ونُدافعها بكلّ ما أوتينا من جدل، نحبّ الاستحواذ على الأشياء والمشاعر والعلاقات والأشخاص، فكرة الوصول والظهور غدت مُسيطرةً على الجميع، ونحنُ الجميع؛ لا تروقنا الحياة الواسعة المقدّرة لنا، نريدها ضيّقةً تجسّدُ المستور وتخنقنا خنقاً، ترسمُ التفاصيل وتحدّد الملامح وتفضح كلّ منحنىً من منحنياتها.

اللهم إنّا نسألك رضاً تُكرمنا فيه بأن نكون ممن قلت فيهم: “رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ”، نسألك أن تجعل لقلوبنا برضاك عنّا سكينة.

اللهم إنّي أسألك عدد ما ذكرتك :«رضيتُ بالله رباً»، وأسألك بكلّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علّمته أحدًا من خلقِك أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك أن تُرضيَ من أحبّ، وَتُرضِني.

فجر الاثنين 12-7-2021

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *