ما زلت أذكرُ

ما زلت أذكرُ..
لمّتنا الجميلة..
بيتاً هنيئاً من شذى الإيمان عامر..
سِرّا سروره «والصبح إذا تنفّس» وَ«بورك لأمّتي في بكورها».
أُمّاً رؤوماً تُبدعُ من دقيق القمح كلّ حلوى..
طفلةً مليحةً تنامُ متأمّلةً لمعةَ حذائها الجديد، اسمها أختي..
وطفلاً مشاغباً يبدو بعد صلاة العيد شابّاً وسيماً بعض الشّيء، اسمه أخي.
وجداراً على يمين السّرير، نقشتُ عليه بالخطّ العريض: «روحي فداؤك طال البُعد يا وطني».
ما زلت أذكرُ..
لهفةَ قلوبنا عند أذان فجر العيد..
وَ«أبي»..
يتفقّدُ أحوال الرّعيّة..
يتأمّل عيوننا بدقّةٍ عينينِ عينينِ سائلاً بحزمٍ يليقُ بالآباء:
هل سهرتم؟
ولا ندري، ماذا نجيب.
ما زلت أذكرُ..
التفاصيلَ حاضرةً لا تغيب..
العطرَ يتعطّر من أنفاسه..
والعصا تتكئُ عليه أيّما اتكاءة.
والصوت،
يا جمال الصوتِ يصدحُ:
«الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».
ما زلت أذكرُ..
عيدنا الأوّل بعد الرّحيل..
بسمة الأحفاد تفتقد جدّو..
عيديّة جدّو، وحضن جدّو..
غصّة الفرح وانكسار القلب ودمع رفيقة الدّرب..
وتأتأة الوجع الفريدة: «الله يرحمه»💔
كلّ عامٍ وَ«بابا» في ضيافة الرحمن بخيرٍ،
وكلُّ أبٍ حنونٍ في الكون بألفِ ألفِ خير،
والملتقى عيدٌ سرمديٌّ في الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *