بَوْح

ثمّة مشاهدُ من طفولتنا تتكرر معنا طوال حياتنا دونما وعيٍ منّا.

ذات حُلمٍ جميل، ونحن نتجاذب أطراف حديثنا النّسويّ العميق أثناء تقطيع الخضار لتحضير الطعام، سألتني بهدوءٍ وقد أَسبَلت عينيها نحو الأرض كي لا تُحرجني: أعيدي لي، بماذا تصفين تلك الفترة من حياتك؟

أدركتُ أنها تريد أن تُوصل لي درساً ما، ولم أستطع الاجابة!
أدركتُ كم أنّنا نخبئ أوجاعاً خلف عباراتٍ برّاقةٍ لنبقى الأقوى أمام أعين النّاس على الدوام.

كان لُطفها أسرع من خجلي، سَحَبت السكين من يميني بلطف، وضعت قليلاً من المرطب عليها، قالت وهي ترطّبها:
بعض المواقف والأشخاص لا يستحقون منّا أن ننسب لهم فضل التعليم إن علمونا بايذاء، وللايذاء أشكالٌ لا تُحصى؛ من علمك بجرحك لا تمنحه قدراً يفوق قدره.
كلماتنا غدت تضع الناس في أماكن لا يستحقونها اطلاقاً،
لا للتلميع، على حساب الرّوح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *