هل تستطيعين بعدُ الفرار؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الأخت الفاضلة: ظلال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

من أين أبدأ لا أدري، ولكن لا بد لكل حديثٍ من بداية، وسأبدأ من حيث هَبَطَت عليك من دون استئذان، وكسرت عليك أقرب الحواجز، ونامت على السرير المقابل لك، بهدوئها أو شخيرها، بغربتها وحنينها، بضعفها وقوّتها، ببكائها وحنينها، بثقلها أو لطافتها!
إنها شفاء، بلحمها وكثرة شحمها، بلطفها وكيدها، بكلّ ما فيها كفتاة في مثل عمرها، ولكن هناك واقع لا مفر منه.
إنها ..
إبنة خالتك ..
وابنة أخت أمك ..
وإبنة إبنة جدتك ..
وإبنة خالة إخوانك ..
وبنت أخت أخوالك ..
وإبنة عمة أولاد أخوالك ..

فهل تستطيعين بعدُ الفرار!

كانت تأتيكِ كالحلم، ثوانٍ معدودات، مع سحابة صيفٍ عابرة، أمّا الآن فأصبحت تُشاركك نصف الهواء الذي تتنفسينه في غرفتك الخاصة! اقتحمت عليكِ معظم خصوصياتك، فتضطرين للضحك بدون سبب، مجاملة!
وللزعل بدون أسباب، والنوم والصحو بغير ما اعتدت، مجاراة.
ولكن هل سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم “.
فشفاء هبةٌ من الله لكي تحصلي على هذا الأجر بشكل عملي، لا بشكل حوارات ومحاضرات وندوات نظرية!
فالإنسان الحالم يتصوّر أنّه يستطيع أن يحرك جبلاً بإصبعه!
لكن حينما يبدأ العمل يرى أنّه لا يستطيع أحياناً أن يصحّ من نومه!!
وعلى هذا الأساس، أصبحت ضيفتك شفاء نعمة معقولة، لا همّا ثقيلاً، فأنت ستضطرّين إلى الدبلوماسية والمجاملة في أحيانٍ كثيرة، ولكنّ شخصيتك المسلمة ستتبلور عمليّاً بفعل الجهاد والمجاهدة ولو في الحياة الشخصية والاجتماعية على الأقل.

الأخت العزيزة ظلال
الظلّ نعمة من الله سبحانه وتعالى يحمي الإنسان من الحر اللافح، منّ الله به على عباده، وضرب به المثل في قرآنه، كيف وأنتِ ظلال؟ وكل إنسان له من إسمه نصيب؟ فأنت إن شاء الله ظلال الدعوة والخير والبركة والصداقة والأخوة.

وفقك الله سبحانه وتعالى وبلغك كل أمانيك في الدنيا والآخرة.
ومتى عرف الإنسان مهمته في هذه الحياة، وضح له الطريق، وعرف أن كل شئ مكتوب وبقضاء وقدر منه عز وجل، والسعيد من رضي بقضاء الله وتصاريفه، أدعو الله سبحانه وتعالى أن يهبك صدق الحال والمقال، وأن يسكب برود الإيمان في قلبك، وأن يجعلك من السائرين لتحقيق إياك نعبد وإياك نستعين.

أعود مرة ثانية إلى إبنة خالتك شفاء
التي أدعو الله سبحانه وتعالى أن تكوني لها مرشدة ومعينة، وأخت وصديقة، وأن تصبري وتصابري في أن تكونا أختين في الله، ولا تجتمعا إلا على خير، وبالخصوص في مساعدة والدتك في البيت.
وفي الختام سلام إلى الوالدة وإخوتك وخالك العزيز وزوجته وأولاده، وإلى كل سكان عمان.

أبو ياسر تيسير داود
25-11-1999

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *