فلتَحلُمي فَكلُّ حُلمٍ سينتهي كَما أرَدتِ

إليكِ..

حُبٌ ودعاءٌ يُعانق نورَ عينيكِ، ويمينٌ تشدُّ على اليمينِ رفقاً وسلاماً بالهمّ يقضّ مضجع جنبيك.

تتوهّمين بأنّكِ أنثى عاديةٌ في هذا الكون ليس إلاّ، تخالين أنكِ الضّعيفةُ التي تسعى ولا تصل، تجاهدين بحثاً عن ذاتك ورسالتك كلّ يوم، تحاولين ما استطعتِ، تنسينَ أنّ الله وضع سِرَّه في أضعف خلقه آمراً لنا: “وقل اعملوا”.
الله مطّلعٌ على السرائر، لا بأس عليكِ، يرانا ويعلم السرّ وأخفى.

أنتِ قويّة، قويّةٌ جداً، لا تتعارض قوّتكِ مع نعومتكِ.

أنتِ التي لا تستهين بقوّة الطّيورِ والهزارات والعصافير والنوارس في عمقها.

وأنتِ التي بحنانها تجاوزنا هذا الحجر الصحيّ الطّويل، ومن دفءِ راحتيها نهلنا الصّبر الجميل.
تحيّة تقدير، لمن رعتِ الرّعية حقّ رعايتها، وعطّرتِ الأُسَرةَ تفاؤلاً وبهجةً وسروراً، لمن أدّت واجباتها وطالبت بحقوقها، لمن لم تضيّع من تعول.
للوردة الجوريّة تحمّلت بصبرٍ وتحدٍ ومجاهدةٍ تجربةَ المرابطة على ثغور التعليم عن بُعدٍ لأوّل مرة مع الصغار والكبار، وتحوّل بيتها الهادئ مدرسةً وأكاديميةً ومنصّةً وجامعاً وجامعة.
للياسمينةِ صبرت على وداع الشهيد، وسفر الطّريد، والهجرة للبعيد، وعلى عدّ الثواني أملاً بعودة الفقيد.
للزنبقةِ تألّقت قيماً وعزّة وإباء، متمسّكةً بمبادئها، مُعتزّةً بجلباب أبيها.
لكِ الحبُّ، أنثىً، طفلةً، صبيّةً، شابّة، سيّدةً، امرأةً، أو عجوز.
إبنةً وأماً، أختاً وشقيقة، صديقةً خطيبةً حبيية، زوجةً وسكناً، توأم روحٍ ورفيقة درب، جدّةً وخالةً وعمّة، زوجةَ خالٍ وعمٍ وحماةً وسلفةً وزوجة أخٍ أو إبنة حمى، إبنة عمٍّ وعمّة، وابنة خالٍ وخالة، وابنة أخٍ أو أختٍ وكنّة.
جارةً زوّارة، أو صديقةً افتراضيّة على منارة، خادمةُ البيت وأميرة القصر، نور الفجر وسلطانة الحديقة بعد العصر.
ليس مهماً أيّ مكانٍ وضعوك وأيّ منصبٍ نصّبوك، المهم: أنتِ، أين وضعتِ نفسك ؟
إحدانا ذُكرت في آيات الرحمنِ إمرأةً تملكهم أوتيت من كلِّ شئٍ ولها عرش عظيم.
لنا سلوى في: ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة، وشوقٌ لضحكت فبشّرناها.
لقد كان السّكنُ إليكِ والإحتواء ما زال وسيبقى ملكَ يديكِ، المودّة والرّحمةَ وُصِفت كأبلغِ ما تكون في: دثّروني دثّروني.
لكِ ولي ولنا جميعاً قرّة عينٍ في وصّيته عليه الصلاة والسلام لهم بنا: ” رفقاً بالقوارير “.
جميعنا نراكِ، ونقدّر عظيم شأنك، ونُكبِرُ لكِ جميلَ صُنعك.
أيّاً كانت رسالتك السّاميةُ في الحياة، أيّاً كان موقعكِ على الأرض، مستقرّةً أو مهاجرة، ربّة بيتٍ أو أماً عاملة، غنيّةً أو فقيرة، تسكنين مملكةً كبيرة، أو لا تحتكمين إلا على خيمةٍ وحصيرة.
أقرؤكِ السّلام، أحييكِ، عازبةً متزوّجةً أرملةً ومطلّقة.
أنتِ النُّورُ كلُّ النّور، والحبُّ كلُّ الحب.
من سلام بسمتك ينطلقون، وبلطف دعواتك يرتقون، وللمجد يصلون.
دمتِ بخير، كلّ خير، الله يرضى عليكِ.

أختم بما كتب سيف فاضل:

توازنُ الحياةِ أنتِ
رُقيُّها إذا ارتقيتِ
وجودُ عالمٍ جميلٍ
رسالةٌ لَها أتيتِ
فراشةٌ بكلِِّ فخرٍ
بالوردِ بالنَّدى التقيتِ
فيا أزيانُ كُلِّ زينٍ
بكِ يزينُ كلُّ وقتِ
ترينَ عندكِ اقتدارَ
فكوني مثلما رَأيتِ
ستنجحينَ بِجدَارة
ونَقتَدي بِما صَنَعتِ
صناعةُ النجاحِ فنٌ مَهَارةٌ بِها ارتَقيتِ
فلتَحلُمي فَكلُّ حُلمٍ سينتهي كَما أرَدتِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *