حتام

ماذا لو أنّ مشاعرنا لها مشاعرها هي الأُخرى؟ ماذا لو أنّ لأحاسيسنا أحاسيس؟
ماذا لو أنّ الحبّ يحبّ، والقلق يقلق، ماذا لو أنّ الخوف يخاف، والشوق يشتاق. ماذا؟
ماذا لو أنّنا اكتشفنا أنّهم بلا استثناءٍ بحاجةٍ لأن يقتسموا مشاعر الشجاعة ويتركوها وحيدةً ولو ليلةً في العمر بلا إحساسٍ أو شعور؟
ماذا لو أنّهم اتفقوا ذات بوحٍ أن يبوحوا معًا بما كان يجوب في أعماقهم على مرّ النبض والأنفاس، ترى ماذا سنسمع؟ من سيتحدّث أولًا؟ أيّهم قوله الأهم؟
متألّمًا سأل الألم: متى نحبّ بلا قلقٍ؟ حتّام يُرهبنا الاعتراف بأنّنا نشتاق؟
مبتورة الشجاعة سألته الشجاعة: أكذلك أنت؟
تأمّلها مليًا، ضمّ حاجبيه، تبسّم بخجلٍ ومن ثمّ قال: نعم أنا أحبّ، نعم أنا أشتاق.
في تلك الليلة نامت المشاعر نومةً هنيئةً لم تحظ بمثلها منذ زمن، وحده الألم أرّقته الكلمات حتى طلعة الصباح، يتقلّب يمينًا فتتباكى له: أنا أحبّ، يتقلّب شمالًا فتبكي معه: أنا أشتاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *