تلاميذ

كل حدا فينا عنده تكرارات بحياته تعوّد عليها وتصالح معها لأنها بشكل ما بتخدمه، على قد ما من الوارد إنها تزعجه كمان.
من التكرارات بحياتنا، المشاعر اللي ما بتتفسّر أنا وعم أحاول أفك طلاسم ملامح أحمد يوميًا هوّ وطالع من المدرسة ومتجه للسيارة.
بمجرّد ما ينطبق الباب بتكون بلّشت نشرة الأخبار المدرسية اليومية، على هيك صار وهيك ما صار وهيك فلان قال وهيك علتان عمل.
من وقت ما انتقلنا من المرحلة الابتدائية للمرحلة الاعدادية بدأ نوع جديد من المشاكل يظهر عالساحة، في مشاكل بتحتاج توجيه ومساعدة، وفي مشاكل من النوع اللي هيّ هيك حتضل تتكرّر لأنّه في شباب من جنسيات مختلفة تجمّعوا بصف واحد بفترة وحدة لهدف واحد واللي هوّ إنّن يتعلّموا سوا والواضح والله أعلم إنّن بذلوا جهدن وأبدعوا بكل شي بيقدروا عليه إلا هالهدف النبيل.
بحب شكل المناوب آخر الدوام وهوّ عم يلمّن من الشارع واحد واحد ويركض وراهم إنه ارجعوا لجوّا الساحة إنت وياه لوقتما يجوا أهاليكن، بحب أكتر أحتسب الأجر وأدعي للوكيل: الله يتمّ عليه العقل والدين، لمّا بشوفه عم يمشي مع حاله لحاله حوالين المدرسة ولسان حاله عم يقول: اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها. معه حق، قاضي الولاد شنق حاله. عن جد بينرحم. ما لنا علاقة هوّ اللي اختار.
المهم، اليوم كان في شي بملامح أحمد ما تعوّدت من قبل عليه، إشبك؟ سألته.
تبسّم بسمة ما عرفتها بتضحّك ما عرفتها بتلبّك، بس كان في شي واضح إنّه عم يحاول ما يحكيه.
– كيف يومك؟
= منيح.
– كيف ناصر؟
= جاب العيد بإمتحان الرياضيات.
جاب العيد: -تقريبًا تعني- عمل العجايب.
لمّا تندمج كل هالجنسيات سوا أكيد حتنتقل للبيت يوم بعد يوم شتّى العبارات والثقافات.
– أحمد، هات من الآخر، شو فيه؟
= اليوم😅، اليوم إجا عالصف تلميذ جديد.😅
سكت سكتة خفيفة، ضحك ضحكة أخف، لمعت عيونه لمعة شغب وكمّل: لبناني. 🇱🇧
– شو يعني؟
= يا ماما ناقل من انترناشونال لحكومي مشينالو ياها، جاي لابس بدلة ونحن منلبس ثياب بلعناها، قالب شعراته المهفهفين وحاططلن جل عذرناه.
– طيّب؟😳
= بس يا ماما بده فتّ خبز كتير ليتعلّم علينا ونتعلّم عليه. تخيلي يا ماما، كان في خناقة بين شلتين بالصف وكنا مستمتعين وكل شلّة عم تشجع زعيمها ولّا نلاقيه عصّب وما عجبه الوضع وزبّط نظارته وقال: شو هيدا يا عمّي؟ شو إنتو ما بتستحوا؟ ما عندكن زوق؟
قام الصف سكت عن بكرة أبيه.
– إيه، وشو صار؟🫣🤭😅
= ولا شي، شو بده يصير يعني، معه معه بيتعلّم. صرنا نضحك، زبطنا شعراتنا متله، وهوّ كمّل أكل كورن فليكس ممتعض، بدون ما يفهم علينا ولا حتى نفهم عليه.
🫣

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *