شتاء

– من آلم الشتاء حتى بدا باردًا موحشًا كئيبًا إلى هذه الدرجة؟ تساءلت غيمةٌ ثرثارةٌ عند المساء.
= أعيروه معطفًا، ربّما يريد أن يجرّب الدفء كما تفعلون، تمتم المطر.
بصوت مبحوحٍ أكمل: وأنا أيضًا، أتمنى ولو مرّةً في العمر أن أستظلّ بي منّي، أن أراني، أن أشعر وأن أحس، أن ألمسني، أن أفهم لماذا تبتهج البشرية بانهمار أحدهم، وكيف لسقوطه الجميع يرتقب.
تبسّمت الشمس دون أن تنبس ببنت شفةٍ على غير عادة، لم تغزل للموجوع معطفًا ولم تصنع للمُتمتِم مظلّة، رغم أنّها تقدر. غصّت وغابت في الأفق البعيد وتركت ذلك الفصل العنيد مرتجفًا في عتمة الليل متدثّرًا بصبره متبعثرًا بكبره بائس القلب مغتربًا مضطربًا يتوهّم اللاشيء وحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *