أعياد

ذهبت اليوم إلى المطار لاستقبال الأحبّة مرّتين بفارق عشر ساعات بين الذهابَيْن، وتذكّرت كيف كان “نور العين” يشبّه نهار عودة “نور القلب” من السفر ب: “وقفة العيد”.
بعد عقودٍ من الغربات، أستطيع أن أقول لك إنّنا صرنا نصنّفها ل: غربة درجة أولى وَغربة درجة ثانية، وهي التي يتغرب فيها المغترب عن مستقرّ غربته، فيصير مع الأعوام الرجوع إليه لا إلى ذلك الألم المسمّى في سالف الأزمان: “وطن”.
بين مُغتربي الغُربتين حبلٌ سرّيٌّ لا ينقطع فيما يخصُّ العودة المفاجئة، نحبُّ مفاجأة بعضنا بالزيارة اللّامتوقعة بين حينٍ وآخر، بلقاءٍ قدسيٍّ سندسيٍّ من النوع الفاخر الباهر، تغرورق بدمع الفرح العينان، ترتجف الأطراف ويسري في الأوردة عبير الياسمين، لتسكن الروح أخيرًا بمعانقة شقيق الروح حمدًا للجامع الذي جمع الشتيتين بعد سنين، في ختام يومٍ مسمّىً في علم الغيب وحده مقلّب القلوب الذي كان يعلمه.
في مثل هذه الليلة كنت ذاهبةً لاستقبال العيد، عند عتبة البيت أرسلتُ رسالةً صوتيةً دعوتُ فيها ملء روحي أن يُكرم الله بما أكرمنا ويرزق عمّا قريبٍ المشتاق بلقيا المشتاق، فكانت أسرع: “ولك بمِثلٍ” تحفّني في حياتي قاطبة. وبدلًا من أن أستقبل عيدًا واحدًا استقبلتُ عيدين اثنين.
الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمدلله.

8-12-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *