حورية

«البنت التي نصف سمكة!»

هكذا وَصَفَ حوتٌ حديث عهدٍ بالحيتان حوريّة البحر، «حويتيتٌ» لطيفٌ ظريفٌ تعرفه عن قُربٍ مُتعِبٍ سمكةٌ لطيفةٌ ليست نصفًا كما لا يعرفُ نفسهُ لم يتعرف عليها بعدُ ولن، وَصَفها بلهجةٍ جادّةٍ أثناء حديثٍ عابرٍ لم يعبر ببساطةٍ كما لم يقصد، فتلكنّ اللّواتي لَسْنَ «نصف سمكاتٍ» أجاركم الله تُجمركن الكلمات بعنايةٍ فائقةٍ وبإخلاصٍ متفانٍ وبدقّةٍ عجيبةٍ كما يُجمرك حرسُ الحدود الأمتعة وتصادرن ما تنبغي مصادرته أوّلًا بأوّلٍ بكلّ حزمٍ وبساطةٍ في وقتٍ واحدٍ مصادرةً حادّةً بلا هوادة كما تقصدن عن سابق إصرارٍ وتعمُّدٍ وإدراكٍ عميقٍ لما تفعلن.

تروقني فكرة أنّ كونها «نصف سمكة» هو ما جعل منها حوريّةً بهيّةً في نظر الحيتان القاصر.
كي لا نَظلم ولا نُظلم أقصد بعض النظر.. أقصد بعض الحيتان.. على الأرجح كليهما.. بغضّ النظر؛ فكيف بالنظر إذا نضج وأدرك البنات السمكات مكتملات «السمكويّة»؟ كيف؟

لا يدرك «الحويتيّون» اللطفاء الظرفاء أنّ آنفات الذّكر تجاوزن مرحلة حُسْن الحوريّات بمراحل، وربّما صرن بجمال الحور العين منذ سنين، ربّما.

أيّها الحوت الوسيم بعض الشيء أحيانًا والوسيم جدًا دائمًا، «حويتيتيّي» العزيز، أخبرني: في أيّ بحرٍ من بحور العمر ستلتقي حوريّتك وتتعرّف عليها، كيف، ومتى؟ من يدري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *