الحب الجاري

ثمّة حبٌ لا يشبههُ في العمرِ حبٌ تغزلُهُ الأمهات لذريّاتها غزلاً فريداً على هيئة دعاء، يحلّقُ سبع سماواتٍ موقناً باستجابته بطريقةٍ ما ولو بعد حينٍ.
تعرف مسائلنا وحاجاتنا وأمنياتنا أكثر منّا، تعيد صياغتها لنا كدعوات، ترتّبها وتوزّعها بالعدل بيننا أبناءً وبناتٍ أحفاداً وحفيدات، تُناجي الرحمن لأجلنا بها، تلحّ بين يديه لطيف الالحاح وتبتهل، ويرفرف القلب الصغيرُ كقلبِ عصفورٍ غضٍّ يُدركُ أنّ تمتمةَ دعاءِ الأمِّ تشبه صوتَ نهرٍ سخيٍّ من أنهار الجنّة الجارية.
كم سكنت نفوسنا بسماعها واطمأنّت، وكم رُزقنا من بعد دعائها لطيف الرّضا وحلاوته.
يا ربّ.. استجب دعائنا ودعائها لنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *