سماء

مضى زمنٌ منذ التقطت بعدسة هاتفي النّقال أولى الصّور التي فوجئت بعدها برغبةٍ لطيفة تدفعني للتعبير عن بعض خواطري عبر التصوير بين فينةٍ وأُخرى؛ نتعافى بهواياتنا ولنا فيها شفاء، قد يهدأ ضجيج الأفكار بممارسة ما نحب.
في عالمٍ مُكتظٍ بالمواهب والابداعات سيبدو مُربكاً أن تهمس روحك بصوتٍ خجلٍ مبحوح: أنا أيضاً.. كأنّني أحبّ كذا.. لكنّني لا أملك جَلَدَ الاحترافيّة ولا النَّفَس الطّويل كما تملك.
تصالحتُ جزئياً مع عَوَز الإنجاز حين سمعتُ عبارةً ايجابيّةً مُطمئِنةً مجمل معناها أنّه يكفينا أن نعرف شيئاً واحداً عن كل شيء في الحياة وكلّ شيءٍ عن شيءٍ واحدٍ بالمقابل أيضاً، استطاعت هذه اللّفتة أن تربّت على قلقي وأن ترتّب بعض فوضاي لأسكن إلى أنّ الوقت المتاح في ظلّ المسؤوليّات لا يكفي لكلّ فضولٍ تجاه التعلّم بتفوّقٍ ومثالية، وأنّ أخذ فكرةٍ خاطفةٍ قد يؤدّي الغرض مؤقّتاً ريثما نتأكّد من جدّية الشعور فالجدية التزام، قد تُغلِقُ فكرةٌ مّا الباب دون الغرام الموهوم بالجديد أو تفتح لنا من بعدها الأبواب لنبحر في عالمٍ من شغفٍ لم يخطر لنا من قبلُ أنّه كان ينتظر وقعتنا بحبّه.
تلتقط عيني إشارات الطبيعة نظرةً بعد نظرة، يبهجني زفاف الشمس إلينا صباحاً بعد صباحٍ دون أن تكبر دون أن تذبل دون أن تشيخ، أحبّ اكتمال البدر وكأنّني في موعدٍ مع عزيزٍ لا ألقاه إلا ثلاثة ليالٍ موقوتةٍ من كلّ ثلاثين، لديّ مع السماء أسرارٌ وحكايا لا أحصيها.. أشكرها ملء حمدي لأنّها حملت من وجدي ما عجزت عن حمله الأكتاف.

كانا معاً ذات مساء، قال مبتسماً: انظري إليها.. تبدو ملوّنةً بألوان سكاكر المارشميلو القطنيّة.. كأنّها أنتِ.. حين تغضبين..
ابتسمَت وابتسم، كان يحبّها حين تغضب، تحبّه أكثر حين يبتسم، قالت له أنّها تتأمّل كلمات الأخوين رحباني منذ أيّام: شايف البحر شو كبير، كبر البحر بحبك، شايف السما شو بعيدة، بعد السما بحبك، كبر البحر وبعد السما، بحبك يا حبيبي يا حبيبي بحبّك.

= وإلامَ وصلتِ؟
_ أحبّ أن أدندنها غير ذلك:
شايف البحر شو بعيد، بعد البحر بحبك، شايف السما شو كبيرة، كبر السما بحبك، بعد البحر وكبر السما، بحبك يا حبيبي يا حبيبي بحبك.

= أنا؟
_ … ؛ _ضَحِكَتْ_.

= أتعلمين أنّ علامةً مميّزةً تظهر على وجهك حين تضحكين ضحكةً حقيقيّة؟
_ أعلم.

= لِمَ ضحكتِ؟
_ لأنّها عادتك.. لا تغيّرها، تسأل أسئلةً تعرف إجاباتها مسبقاً.

= لأنّي أحبّ رؤية الصوت يبتسم.
_ وأنا.. أحبّ سماع البسمة ترتسم؛ شايف السما شو كبيرة؟

= كبر السما.. بحبك.
_ … ؛ _ابتسمَت.. وابتسم_.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *