أريد أن..

عمرٌ يعبرنا ولا نتقبّل عبوره..
عمرٌ ثقيل، يشبه منتصف الأشياء، منتصف المشاعر، منتصف الحياة..
لونه لونُ غربةٍ لم تعدْ غربة؛ كحنينٍ حزينٍ انطوى على نفسه منذ زمنٍ بعيدٍ خجلاً من سخرية الآخَرين.

وداعكَ قادمٌ لا محالة، آتٍ على استحياء، هذا لحنٌ للحياة اعتدت سماعه مذ عرفتها.

ماذا يعني منتصف العمر؟
ربّما ما نظنّه منتصفاً هو أقرب ما يكون لعتبة رحيل..
وربّما كما تحبّ الأمهات، هو بداية حياةٍ أجمل من أيّ حياة..

متى ينتصفُ العمر؟
ربّما حين يتساوى ما قدّمناهُ مع ما بقي لنا أن نقدّمه..

متى تنتهي رسائلنا؟
هل تنتهي حقاً؟

أريد أن أخبرك أنّك أغلى ما ملكتُ دون أن أملك، أريد أن أحيطك علماً أنّ همّة تنشئتك على استقامةٍ كانت محاطةً بالهموم..
يتفلّتُ العمر منّا على عجل، وأدعو الله أن يباركه ويباركك حتى أراك رجلاً نبيل..

أريد أن أقول لك أنّك كثيراً مّا علّمتني مثلما علّمتك، وتحمّلتني كما تحمّلتك؛ أريد أن أقول شكراً لأنك أتيت، وأريد أن أقول آسفة على كلّ اللحظات التي فارت فيها أمومتي على طفولتك.

جعل الله لك نوراً ما حييتُ وما حييتْ، وأنبتك نباتاً حسناً، وجعل لك من اسمك نصيب.

ماما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *