سمكة زينة

اليومُ الذّي تَحلمُ به، لن يأتِيَك ما لم تأتِه، لن يَهبطَ إليكَ ما لمْ تصعدْ إليه.
تحرّك يتحرّك قدرك، قفْ ساكناً يقفْ عمرك.

إن وقفتَ مُشاهداً بخجلٍ في زاويةٍ فأنتَ مجرّد عابرٍ مَرّ.
وأنت لا تريدُ ذلك حتماً، أعلم.
ركّز وافتحَ عينيكَ جيداً، لتُنجزْ ما لم يُنجزهُ ألفُ عابرٍ عَبَر.

قلبكَ يخفق، تتنشّقُ سُروراً جميلاً، جُننتَ لذّةً وذُبتَ غراماً بعد رشفةٍ أُولى من فنجانِ قهوةٍ أوّل، وتقافزت بين مُقلتيك الأحلام.

رائع..

قُم إذاً، يقم حظّك.
يكفيكَ عُمرٌ أهدرتهُ كسمكةٍ صغيرةٍ تنتفض لأنّهم أخرجوها من الحوضِ وهي ترتجي العودة إليه.
فهذا الزمن للحيتان يا صديق، ولم يعد هناك متّسعٌ لأسماك الزينة بيننا.

على الطريق..
أرى بين كفّيكَ كتاباً يسحرك، كاتبُه يُلهمك.
يطربُكَ لحنٌ تحبّه، مؤلفه يُبهرك.
على محمولك صفحاتٌ مُختارةٌ بدقّة وعناية، كُلّ منشورٍ فيها يُثقّفك، ينفعك، يرتقي بك ويرفعك.

إياكَ أن تكون مجرّد ضيفٍ ضعيفٍ تائهٍ في هذا العُمر الجميل.

أَمَرَ الملائكة أن تسجدَ لأبيك، خلقكَ في أحسن تقويم، سوّاكَ فعدَلك، أكرمك ونعّمك، بهمّة نحلة، بسرعةِ غزال، بقوّة حوت.

لكنّك ذات عجزٍ اخترت أن تكون مجرّد “سمكة”، سمكة زينة، بحياةٍ عديمة الفائدة، وذاكرةٍ لا تتجاوز ثلاثة ثوانٍ، لا أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *