فيهِ شِفاء بودكاست

لأنّي أبحثُ عن نبوّتي وإشراقتي، ومُعجزَتي وإِلهامي، وأستعدُّ لها منذُ عامينِ وأكثر والشّغفُ مستمر.

لماذا الصوت؟ ماذا يعني؟

لماذا أرغبُ أن أقرأَ حروفي وأحتفظَ بها ولِمَن؟

متى بدأت تُلِحُّ عليَّ تلكَ الرّغبة؟

أسئلةٌ كثيرة، جعلتني في حربٍ يوميّةٍ ليليّةٍ مع الصّداع.

رُبّما تذكّرتُ أخيراً، أينَ كانت البداية.

لمْ تكنْ من بضعِ كلماتٍ تخُطُّها روحي على ورقة، كتلميذِ ابتدائيةٍ يُحاول كتابةَ موضوعِ التعبيرِ الأجمل شوقاً لثناءِ معلِّمهِ عليه أمام الصّف.

لم تكنْ من مسابقاتِ المدرسةِ في الحفظ والسردِ والظُّهورِ أطفالاً على خشباتِ المسارحِ في الإذاعاتِ المدرسيّةِ والحفلاتِ الطُلابيَّة.

ولم تكن بالتأكيد أيامَ الجامعة، حين استخدمنا البريدَ الورقيّ، كآخرِ جيلٍ يرسلُ الكلماتِ مع حفنةِ صبرٍ حتى تصلَ لمنْ يحبّ.

لقد كانت البدايةُ عند النّهاية!

نعم..

عند النّهاية!

الحياةُ “صَوت”.

هذا ما أدركتهُ حينَ اقتربَ موتُ من أحبّ.

شهرٌ كامل، وأنا أسجّلُ أحاديثه.

أريدُ أن أسمعها كلّما اشتقتُ إليه، أريد أن أسمع تلاوته، مناداته، أناشيده وحكمه وضحكاته.

أعوامٌ مضت، وأنا أحتفظُ بصوته، وكأنّما ورثتُ الأغلى مما تركَ بعد مماته.

لقد سمعنا عن أجدادنا ولم نسمع منهم، أجدني محظوظة، لأنّي أترك اليوم حرفاً وصوتاً، يصلُ إلى من أحبهم، عبر الزمان، حتى وإن لم أكن بينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *