شام

في مثل هذه اللّيلة،
أصبحت “عمّة”.
الفتاة ذات الخدود القطنيّة ستكبر معنا من الآن فصاعداً، وتناديني بذلك اللقب.
بلعتُ ريقي بصعوبة!
هل ستبعثر لي أوراقي، وتستعيرُ ما أخبّيءُ من ألعابي؟
هل نصبح صديقتين؟ وأضع لها طلاء الأظافر حتى السابعة من عمرها؟
هل تقف إلى يميني ونصلّي ذات يوم سويّة؟
هل تكبر وتغنّي لي: يا عمّة يا عمّة، هذا الحلو قاتلني يا عمّة
هل يخطبها منّا أم يخطفها؟
هل تصبح عروسه؟
هل تتزوّجه؟
هل هيَ ضيفةٌ في عائلتنا لاثنين وعشرين عامٍ ليس إلا،
تُنهي جامعتها وتغادرنا إلى ذاك الحلو المزعوم خاصتها!
لا أريد،
لا أريده،
أريدها معنا إلى الأبد.
لم نصبر تسعة أشهر لكي يأخذها منّا على طبقٍ من ذهب،
هذه الحلوة لنا فقط، وليبلّط بحلاوته البحر ابن جارتنا عبلة.
قالوا لي أن أتمنّى أمنيةً حين رأيتها.
فتمنّيتُ خمسة!
ولم أخبر بذلك أحد.
تمنّيت أن يعمّ السلام،
تمنّيت أن لا نفترق عن من نحبّ،
تمنّيت أن نحبّ بعضنا أكثر،
وتمنّيت أن نعود إلى الشام،
وتمنّيتُ..
وبعض الأماني حياة،
أن أُصبح ذات يومٍ كاتبةً يخلّد حرفها الزّمان، وما ذلك على الله بعزيز.
تصبحون على خير.
لحظة لحظة!
سمعتُ أحدكم يسألني:
بمَ سمّيتموها؟
سمّاها والداها،
أمّا أنا،
فسمّيتها في قلبي: “شام”.

فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *