مدارس

قرأت اليوم: 53 مدرسة ومنشأة تعليمية تم تدميرها كلياً أو جزئياً في قصف غزة من أصل 531 على مستوى القطاع.
9889 مدرسة في سورية أيضاً تدمّرت من قرابة 22000 مدرسة.

=====

لم أتثبت من دقة المقروء تماماً، قد تبدو الأرقام مؤلمة، لكننا نصيب الألم في مقتلٍ حين نخبره بأنّنا نسعى ونحاول ونخطط ونعمل دونما ملل وبأنّ لدينا خططنا المدروسة البديلة على الدوام، حال كلّ مسلمٍ فعّالٍ يأمل أن يلقى الله بقلب سليم.

لمثل هذه المعلومات نقول:
( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ).
ولمثلها نقول:
ربّ ضارة نافعة.

أبناؤنا الأسرع بالتعلم ومحاكاة التطور، يتجاوزون بعونٍ من الرحمن مثل ذلك الألم، ويتفوقون بكرمٍ منه أثناء التعلم عن بعد.

قد يحتملُ الطفل قرصة الجوع ولا يتحمّل جهل أن لا يتعلّم، فتلك جهلةٌ كارثيةٌ تجعله حكّاءً شكّاءً بكّاءً.

هذا الجيل العظيم سيخرج منه خيرٌ أعظم بقدرة القادر.
وقد يتندّرُ زمناً مّا على جيلٍ كان يهدر بعض الوقت في الذهاب إلى صروحٍ سمّيت في سالف الأزمان بالمدارس.

لكلّ منا ظروفه الخاصة، لم يتقبل كثيرون فكرة تعلم الطفل من المنزل والتزام ذويه بمسؤولية سير التعليم منه.

التقبل أو عدمه حقٌ مشروعٌ للجميع، ما لا يُشرع أن نجبر الآخرين على تقبّل وجهات نظرنا أو أن نستهين بخاصّتهم.

قُبيل إغماضة الجفن الأخيرة في العمر، نتحسّر على كل دقيقةٍ ضاعت منّا بارادتنا في موضعٍ لا يليق بها.

ولا يليق ببعض ساعات أطفال الأمة المبدعين أن تضيع انتظاراً لأدوارهم أثناء الحصص للاستماع إلى إجابات غيرهم أو تسميعهم، ناهيك عن حصص الفراغ ودون التطرق بتاتاً للحصص التي لا يؤدي فيها المعلّم وظيفته حقّ أدائها المتوقع منه بعد إغلاق باب الصفّ من بعد لعنة الجوّالات ومواقع التواصل، ولا نشرح!
وعند الله تجتمع الخصوم.

رأينا سويةً نماذج مبهجةً ورائعة لمواهب نبعت بسبب نعمة الأونلاين هذه التي أدّت إلى التحكم بفائض الوقت من رحم هذا العام.

رسمٌ وتعبيرٌ وكتاباتٌ قصصيةٌ وتصويرٌ وتمثيلٌ وعزف موسيقى، لم نتخيّل أنها موجودة في بيوتنا قبلاً، القرب من الأطفال أكثر فتّح عيوننا على أحلامهم أكثر وأكثر، والحمد لله.

دعونا لا نحبط بعضنا أكثر من ذلك مدّعين بأن الطفل بالتعليم عن بعد خسر العلاقات الانسانية ومتعة التواصل مع المجتمع.

أبدًا!

باستثناء تلاميذ الصف الأول الابتدائي كحالة خاصة جداً.

جميعنا شعرنا بالطمأنينة حين استطعنا أن نساعد صغارنا بانتقاء النخبة من الأصدقاء، بعد تعرفنا الافتراضي على شخصياتهم معهم خلال حضور المنصات قسراً سويةً من بيوتنا العام المنصرم، كان من اللطيف أننا كافأناهم بترتيب اللقاءات الاجتماعية الدورية الممتعة خارج أسوار المدارس مع صحبهم والتي صنعت لهم من الذكريات الجديد والكثير.

حفظ الله الأطفال وجعل لنا فيهم خيراً كثيراً، وحماهم في كل مكان.
والسعد كل السعد للطفولة أينما حلّت وكانت ما دامت على فطرتها النقية السليمة القويمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *